وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا .
[19] وكذلك بعثناهم أي : كما أنمناهم هذه المدة بقدرتنا ، مثل ذلك أيقظناهم ليتساءلوا بينهم عن حالهم وما جرى لهم .
قال قائل منهم وهو رئيسهم مكشلمينا : كم لبثتم في نومكم ؛ لأنهم استكثروا طول نومهم . قرأ ، نافع ، وابن كثير ، وعاصم ، ويعقوب : (لبثتم ) (لبثت ) بإظهار الثاء عند التاء حيث وقع ، والباقون : بالإدغام . وخلف
قالوا لبثنا يوما لأنهم دخلوا الكهف طلوع الشمس ، وبعثهم الله آخر النهار ، فلما رأوا الشمس ، قالوا : أو بعض يوم فلما نظروا إلى [ ص: 162 ] أظفارهم وأشعارهم ، تيقنوا أن لبثهم أكثر من يوم .
فثم : قالوا ربكم أعلم بما لبثتم يعني : يمليخا بورقكم قرأ ، أبو عمرو ، وحمزة ، وخلف عن وأبو بكر ، عاصم وروح عن (بورقكم ) بإسكان الراء ، والباقون : بكسرها ، والقراءتان معناهما واحد ، وهي الفضة ، مضروبة كانت أو غير مضروبة ، المعنى : فأرسلوا واحدا منكم بفضتكم يعقوب هذه المعدة للنفقة إلى المدينة التي خرجنا منها ، وهي المسماة في الإسلام طرسوس ، وكان اسمها في الجاهلية أقسوس .
فلينظر أيها يعني : أي أهلها أزكى طعاما أحل وأطيب ؛ لأنهم كان فيهم من يذبح للطواغيت فليأتكم برزق بشيء .
منه وليتلطف يترفق في الشراء ، وفي طريقه ، وفي دخوله المدينة حتى لا يطلع عليه .
ولا يشعرن يعلمن بكم أحدا من الناس .
* * *