إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا .
[24] إلا أن يشاء الله في الكلام حذف يقتضيه الظاهر ، تقديره : إلا أن تقول : إلا أن يشاء الله ، أو إلا أن تقول : إن شاء الله ، فالمعنى : إلا أن تذكر مشيئة الله . [ ص: 167 ]
واذكر ربك بالاستغفار إذا نسيت الاستثناء .
قال ابن عباس ، ومجاهد ، والحسن : معناه إذا نسيت الاستثناء ، ثم ذكرت ، فاستثن ، وجوز ابن عباس ما لم يحنث ، وعن الاستثناء في اليمين إلى سنة الحسن : ما دام في المجلس ، واتفق الأئمة الأربعة على أن الاستثناء في اليمين بالله تعالى لا ينفع ويسقط الكفارة إلا أن يكون متصلا باليمين لفظا أو حكما ، واختلفوا في وطاوس ، فقال الاستثناء في الطلاق والعتق أبو حنيفة : يجوز ، واشترط والشافعي أن ينوي الاستثناء قبل فراغ اليمين ، وقال الشافعي مالك : لا يجوز الاستثناء فيهما . وأحمد
واختلفوا في الاستثناء من غير الجنس ، فقال ، أحمد ، ومحمد بن الحسن : لا يصح ، وأكثر الشافعية والمالكية : يلزم صحة استثناء ثوب وغيره ، والأشهر عن وزفر صحته من مكيل وموزون من أحدهما فقط ، واستثناء الكل باطل بالاتفاق ، وكذا الأكثر من عدد مسمى عند أبي حنيفة ، الإمام أحمد ، وأبي يوسف من المالكية ، وقال الأئمة الثلاثة : يصح ، ولا يصح الاستثناء إلا نطقا إلا في يمين خائف بنطقه بالاتفاق ، وإذا تعقب الاستثناء جملا بواو العطف ، وصلح عوده إلى كل واحدة ، فللجميع عند الأئمة الثلاثة إلا لمانع ؛ كبعد مفردات ، وعند أبي حنيفة للأخيرة ، والاستثناء من النفي إثبات ، وبالعكس عند الشافعية والمالكية والحنابلة ؛ خلافا للحنفية في الأولى ، ولبعضهم فيهما . وابن الماجشون
وقل عسى أن يهديني ربي يدلني . [ ص: 168 ]
لأقرب من هذا رشدا أي : يثبتني على طريق هو أقرب إليه وأرشد ، والإشارة بهذا إلى الاستدراك الذي يقع من ناسي الاستثناء . قرأ ، نافع ، وأبو جعفر : (يهديني ) بإثبات الياء حالة الوصل ، وأبو عمرو وابن كثير بإثباتها في الوصل والوقف ، وحذفها الباقون في الحالين . ويعقوب
* * *