[ ص: 220 ]
آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا [الكهف : 96] .
[96] ثم قال : آتوني زبر الحديد حتى قطعه ، جمع زبرة . قرأ عن أبو بكر : (ردما ائتوني ) بكسر التنوين ووصل التنوين مع همزة ساكنة بعده ، من باب المجيء ، وإذا ابتدأ ، كسر همزة الوصل ، وأبدل الهمزة الساكنة بعدها ياء ، والباقون : بقطع الهمزة ومدة بعدها في الحالين ؛ من الإعطاء ، وورش على أصله يلقي حركة الهمزة على التنوين قبلها ، فجعل الأساس من الصخر والنحاس المذاب ، والبنيان من زبر الحديد بعضها فوق بعض ، وجعل بينهما الحطب والفحم . عاصم
حتى إذا ساوى قرأ أبان عن : (سوى ) بتشديد الواو من غير ألف ، وقرأ الباقون : (ساوى ) بالألف وتخفيف الواو ؛ أي : ملأ . عاصم
بين الصدفين قرأ ، ابن كثير ، وأبو عمرو ، ويعقوب : بضم الصاد والدال ، وروى وابن عامر عن أبو بكر : بضم الصاد وإسكان الدال ، والباقون : بفتحهما ، وكلها لغات ، معناها : الناحيتان من الجبلين ؛ لأنهما يتصادفان ؛ أي : يتقابلان ، فلما ملأ ما بينهما بالزبر والحطب ، ووضع حوله منافخ . [ ص: 221 ] عاصم
قال انفخوا فنفخوا النار .
حتى إذا جعله أي : الحديد نارا أي : كالنار .
قال آتوني قرأ ، حمزة بخلاف عنه : (قال ائتوني ) بوصل الألف وهمزة ساكنة ؛ من باب المجيء ، وإذا ابتدآ ، كسرا همزة الوصل ، وأبدلا الهمزة الساكنة ياء ، والباقون : بقطع الهمزة ومدة بعدها في الحالين من الإعطاء وأبو بكر أفرغ أصب .
عليه قطرا نحاسا مذابا ، فجعلت النار تأكل الحطب ، وتصير النحاس مكان الحطب ، حتى لزم الحديد النحاس ، وكان طوله مئة فرسخ ، وعرضه خمسين ذراعا ، وارتفاعه مئتي ذراع ، وقيل غير ذلك .
* * *