[ ص: 308 ]
قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى [طه : 71] .
[71] قال فرعون : آمنتم له قبل أن آذن لكم قرأ حفص عن ، عاصم ورويس عن ، يعقوب عن وقنبل بخلاف عنه : (أمنتم ) بهمزة واحدة على الخبر ، والباقون : بهمزتين على الاستفهام ، ابن كثير ، فحمزة ، والكسائي عن وأبو بكر ، عاصم ، وخلف وروح عن يقرؤون بتحقيق الهمزتين على الأصل ، والباقون : بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية ، ولم يدخل أحد منهم ألفا بين الهمزة المحققة والمسهلة في هذا المحل ؛ كما أدخلها من أدخلها منهم في (أأنذرتهم ) وبابه ، لكراهية اجتماع ثلاث ألفات بعد الهمزة ، وأبو عمرو يدغم التاء في السين من قوله : (السحرة سجدا ) ، ومعنى الكل إنكار؛ أي : أصدقتم يعقوب لموسى ، وآمنتم بربه من غير أمري إياكم .
إنه لكبيركم لرئيسكم ومعلمكم .
الذي علمكم السحر وأنتم تواطأتم على ما فعلتم .
فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف اليد اليمنى والرجل اليسرى ، و (من ) لابتداء الغاية ؛ لأن القطع مبتدأ من مخالفة العضو العضو ؛ أي : [ ص: 309 ]
لأقطعنها مختلفات ، وابتداء الغاية داخلها بالاتفاق ، لا انتهاؤها عند المالكية والشافعية والحنابلة ، وعن من أصحاب أبي بكر : إن كانت الغاية من جنس المحدود كالمرافق ، دخلت ، وإلا ، فلا ، وعند الحنفية : إن قامت الغاية بنفسها ، لم تدخل ؛ كبعتك من هنا إلى هنا ، وإن تناوله صدر الكلام ، فالغاية لإخراج ما وراءه ؛ كالمرافق ، والغاية في الخيار ، ومنع أحمد دخول العاشر في قوله : من درهم إلى عشرة ونحوه ، وأدخله صاحباه . أبو حنيفة
ولأصلبنكم في جذوع النخل أي : عليها ولتعلمن أينا يريد : نفسه ورب موسى عليه السلام أشد عذابا وأبقى وأدوم عقابا .