قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا [طه : 97] .
[97] قال له موسى فاذهب من بيننا طريدا فإن لك في الحياة طول عمرك . قرأ ، نافع ، وأبو جعفر ، وابن عامر ، [ ص: 322 ] وابن كثير ، وعاصم ، ويعقوب عن وخلف : (فاذهب فإن ) بإظهار الباء عند الفاء ، والباقون : بالإدغام . حمزة
أن تقول لا مساس لا مخالطة مع أحد ، فكان يهيم في البرية مع الوحوش والسباع ، وإذا مس أحدا ، أو مسه أحد ، حما جميعا ، فكان إذا رأى أحدا قال : لا مساس ؛ أي : لا تقربني ، وفر منه ، عاقبه الله بذلك ، وروي أن ذلك موجود في أولاده إلى الآن .
وإن لك يا سامري موعدا أي : لعذابك يوم القيامة .
لن تخلفه قرأ ، ابن كثير ، وأبو عمرو : بكسر اللام ؛ من أخلفت الموعد : غبت عنه ؛ أي : لن تتخلف أنت عن الإتيان إلى الموعد ، وهو الحشر ، بل تصل إليه ، وقرأ الباقون : بفتح اللام ؛ أي : لن تخلف الموعد ، بل تبعث إليه . ويعقوب
وانظر إلى إلهك بزعمك .
الذي ظلت عليه عاكفا أي : دمت عليه مقيما .
لنحرقنه قراءة الجمهور : بضم النون وفتح الحاء وكسر الراء مشددة ؛ من الإحراق بالنار ، وقرأ أبو جعفر : بضم النون وإسكان الحاء وكسر الراء خفيفة ، ومعناه كالأول ، وروي عنه وجه ثان : بفتح النون وإسكان الحاء وضم الراء خفيفة ، وهي قراءة علي بن أبي طالب رضي الله [ ص: 323 ] عنه ؛ أي : لنبردنه ، ومنه قيل للمبرد : المحرق .
ثم لننسفنه لنذرينه في اليم نسفا لا يصادف منه شيء .
روي أن موسى أخذ العجل فذبحه ، فسال منه دم ؛ لأنه كان قد صار لحما ودما ، ثم أحرقه بالنار ، ثم ذراه في البحر ، وروي أنه ذبحه ، ثم حرقه بالمبرد ، ثم ذراه في البحر ، وتقدم ذكر القصة في سورة البقرة [الآية : 52] .
* * *