[ ص: 349 ]
أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون [الأنبياء : 24] .
[24] أم اتخذوا من دونه آلهة استفهام إنكار ، وفي تكرار هذا التقرير مبالغة في الإنكار ، وزيادة على الأول ، وهي قوله : من دونه فكأنه قررهم هنا على قصد الكفر بالله تعالى ، ثم دعاهم إلى الحجة والإتيان بالبرهان بقوله : قل هاتوا برهانكم أي : حجتكم على ذلك هذا أي : القرآن ذكر عظة من معي على ديني . قرأ حفص عن : (معي ) بفتح الياء ، والباقون : بإسكانها عاصم وذكر من قبلي يعني : الكتب المنزلة ، ومعناه : راجعوا القرآن والتوراة والإنجيل وسائر الكتب ، هل تجدون فيها أن الله اتخذ ولدا ؟ فلما لم يرجعوا عن كفرهم ، أضرب عنهم فقال :
بل أكثرهم أي : جميع الكفار .
لا يعلمون الحق القرآن والتوحيد ؛ لجهلهم .
فهم معرضون عن النظر فيما يجب عليهم .
* * *