[ ص: 409 ] إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد .
[17] إن الذين آمنوا على الحقيقة والذين هادوا يعني : اليهود ، سموا به ؛ لقولهم : إنا هدنا [الأعراف : 156] ، أي : ملنا إليك ، وقيل : لأنهم هادوا ؛ أي : تابوا عن عبادة العجل ، وقال : لأنهم يتهودون ؛ أي : يتحركون عند قراءة التوراة ، ويقولون : إن السموات والأرض تحركت حين آتى الله موسى التوراة . أبو عمرو بن العلاء
والصابئين جمع صابئ ، أصله الخروج ، يقال : صبأ فلان : إذا خرج من دين إلى دين آخر ، وهم قوم عدلوا عن اليهودية والنصرانية ، وعبدوا الملائكة ، ويستقبلون القبلة ، ويوحدون الله تعالى ، ويقرؤون الزبور . قرأ ، نافع : (والصابين ) (والصابون ) بغير همز ، والباقون : بالهمز . وأبو جعفر
والنصارى سموا به لقولهم : نحن أنصار الله [آل عمران : 52] وقيل : لأنهم نزلوا قرية يقال لها : ناصرة ، وقيل : لاعتزائهم إلى نصرة قرية كان ينزلها عيسى عليه السلام .
والمجوس هم عبدة النار والشمس والقمر .
والذين أشركوا هم عبدة الأوثان ، قال : الأديان ستة : خمسة للشيطان ، وواحد للرحمن . [ ص: 410 ] قتادة
إن الله يفصل بينهم يوم القيامة يحكم بين الفرق المذكورة ، فيدخل الكافر النار ، والمؤمن الجنة إن الله على كل شيء شهيد عالم به .
* * *