الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز .
[40] الذين أخرجوا من ديارهم يعني : مكة ، بدل من للذين يقاتلون بغير حق بغير ذنب إلا أن يقولوا المعنى : لم يخرجوا من ديارهم إلا بسبب قولهم : [ ص: 432 ]
ربنا الله وحده ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض بالجهاد وإقامة الحدود . قرأ ، نافع ، وأبو جعفر : (دفاع ) بكسر الدال وألف بعد الفاء ، وقرأ الباقون : (دفع ) بفتح الدال وإسكان الفاء من غير ألف . ويعقوب
لهدمت لخربت . قرأ ، نافع ، وأبو جعفر : بتخفيف الدال ، والباقون : بتشديدها ، فالتخفيف يكون للقليل والكثير ، والتشديد يختص بالكثير ، وقرأ وابن كثير ، ابن كثير ، وعاصم ، وأبو جعفر ، ويعقوب ، وقالون والأصبهاني عن ، ورش عن وهشام : بإظهار التاء عند الصاد من (صوامع ) ، والباقون : بإدغامها . ابن عامر
صوامع منابر الرهبان وبيع جمع بيعة ، وهي كنيسة النصارى .
وصلوات أي : مواضع صلوات ، وهي كنائس اليهود .
ومساجد هي للمسلمين .
يذكر فيها اسم الله كثيرا المعنى : لولا دفع الله عن المتعبدين بالمجاهدين ، لانقطعت العبادات ، وخربت المتعبدات ، وقدم مصليات الكافرين على مساجد المؤمنين ؛ لأنها أقدم . [ ص: 433 ]
واتفق الأئمة على ، واتفقوا على جواز ذلك فيما شرطوه فيما فتح صلحا على أنه لنا ، واختلفوا في إعادة المنهدم منها ، فقال منع أهل الذمة من إحداث الكنائس والبيع في بلاد الإسلام فيما اختطه المسلمون من الأمصار ، وما فتح عنوة أبو حنيفة : يجوز إعادته ، وقال والشافعي مالك : لا يجوز ، قال وأحمد : ولو هدم ظلما ، وأما رم المتشعث منها ، فيجوز عند الثلاثة ، وعند أحمد : إن اشترطوه جاز ، وإلا فلا . مالك
ولينصرن الله من ينصره أي : ينصر دينه ، وقد نجز وعده بتسليط المهاجرين والأنصار على العرب والعجم ، وأورثهم أرضهم وديارهم .
إن الله لقوي على خلقه عزيز ممتنع في سلطانه .
* * *