[ ص: 435 ] فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد .
[45] فكأين قرأ ، ابن كثير : بألف ممدودة بعد الكاف ، وبعدها همزة مكسورة ، وأبو جعفر يسهل الهمزة ، والباقون : بهمزة مفتوحة بعد الكاف وبعدها ياء مكسورة مشددة ، ووقف وأبو جعفر أبو عمرو (فكأي ) بغير نون حيث وقع ، ووقف الباقون : (فكأين ) ، وهي كاف التشبيه ضمت إلى الاستفهام ، فصار المعنى : وكم . ويعقوب
من قرية أهلكناها يعني : أهلها . قرأ ، ويعقوب : (أهلكتها ) بالتاء مضمومة من غير ألف على الإفراد ، وقرأ الباقون : بالنون مفتوحة وألف بعدها جمعا على التعظيم . أبو عمرو
وهي ظالمة أي : مشرك أهلها فهي خاوية ساقطة .
على عروشها سقوفها ؛ بأن سقطت السقوف ، ثم سقطت عليها الحيطان .
وبئر معطلة أي : وكم من بئر متروكة مع وجود الماء وآلاتها فيها ؛ لهلاك أربابها . قرأ ، أبو عمرو ، وأبو جعفر : (وبير ) بغير همز ، والباقون : بالهمز . [ ص: 436 ] وورش
وقصر مشيد مجصص من الشيد مرتفع محكم أخليته بإهلاك أربابه ، أفلم يعتبر كفار مكة بذلك ؟
روي أن هذه البئر كانت بحضرموت في بلدة يقال لها : حاصوراء ، وذلك أن أربعة آلاف ممن آمن بصالح -عليه السلام- نجوا من العذاب ، فأتوا حضرموت ، ومعهم صالح ، فلما حضروه ، مات صالح ، فسمي : حضرموت ؛ لأن صالحا لما حضره مات ، فبنوا حاصوراء ، وقعدوا على هذه البئر ، وأمروا عليهم رجلا ، فأقاموا دهرا ، وتناسلوا حتى كثروا ، ثم إنهم عبدوا الأصنام وكفروا ، فأرسل الله عز وجل إليهم نبيا يقال له : حنظلة بن صفوان ، وكان حمالا فيهم ، فقتلوه في السوق ، فأهلكهم الله ، وعطلت بئرهم ، وخربت قصورهم .
* * *