فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون .
[27] فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا بحفظنا ؛ أي : محفوظة ؛ لأنه كان يعمل السفينة ، ولا يخطئ في عملها ووحينا أمرنا .
فإذا جاء أمرنا بالركوب . واختلاف القراء في الهمزتين من (جاء أمرنا ) كاختلافهم فيهما من ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم في سورة الحج [الآية : 65] .
وفار التنور روي أنه قيل لنوح : إذا فار الماء من التنور ، اركب [ ص: 468 ] أنت ومن معك ، فلما نبع الماء منه ، أخبرته امرأته ، فركب ، وهو تنور الخبز في قول الأكثر ، ومحله الكوفة عن يمين الداخل مما يلي باب كندة ، وقيل : عين وردة من الشام ، وقيل غير ذلك .
فاسلك فأدخل فيها من كل زوجين صنفين من الحيوان .
اثنين ذكرا وأنثى ، وقيل لهما زوجان ؛ لأن كل واحد منهما يقال له زوج ؛ لأنه لا بد لأحدهما من الآخر . قرأ حفص : (من كل ) بالتنوين ؛ أي : من كل صنف زوجين اثنين ، ذكره تأكيدا ، والباقون : بغير التنوين على الإضافة ، على معنى : احمل اثنين من كل زوجين ، والقراءتان ترجعان إلى معنى واحد ، وتقدم ذكر القصة مستوفى في سورة هود .
وأهلك أي : واحمل أهلك من النسب إلا من سبق عليه القول أي : سبق عليه الحكم بالهلاك ، وهو كنعان ، وامرأتك واعلة مستثنى من الأهل .
ولا تخاطبني في الذين ظلموا أي : أشركوا ؛ بالدعاء لهم بالإنجاء إنهم مغرقون لا محالة .
* * *