لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين .
[12] ثم وبخ الخائضين فقال : لولا أي : هلا .
إذ سمعتموه يعني : الإفك .
ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم بأمهاتهم خيرا المعنى : هلا ظننتم أيها المؤمنون بالذين هم كأنفسكم خيرا ، والمؤمنون كلهم كالنفس الواحدة ، نظيره ولا تقتلوا أنفسكم [النساء : 29] .
وقالوا هذا إفك مبين كذب ظاهر ، وسمي الإفك إفكا ؛ لكونه [ ص: 516 ] مصروفا عن الحق ؛ من قولهم : أفك الشيء : إذا قلبه عن وجهه ، وذلك أن -رضي الله عنها- كانت تستحق الثناء بما كانت عليه من الحصانة والشرف ، فمن رماها بالسوء ، قلب الأمر عن وجهه . عائشة
وروي أن هذا النظر السديد وقع من وامرأته ، وذلك أنه دخل عليها فقالت : "يا أبي أيوب الأنصاري أسمعت ما قيل ؟! فقال : نعم ، وذلك كذب ، أكنت أنت يا أبا أيوب! أم أيوب تفعلين ذلك ؟! قالت : لا والله ، قال : والله أفضل منك ، قالت فعائشة أم أيوب : نعم" ، فهذا الفعل ونحوه هو الذي عاتب الله المؤمنين ؛ إذ لم يفعله جميعهم . قرأ ، أبو عمرو ، وهشام ، والكسائي : (إذ سمعتموه ) بإدغام الذال في السين ، والباقون : بالإظهار . وخلف
* * *