[ ص: 521 ]
ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم .
[22] ولما حلف أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- ألا ينفق على مسطح ، وكان ابن خالته ، وكان من فقراء المهاجرين بدريا ؛ لخوضه في عائشة -رضي الله عنها- ، نزل قوله تعالى : ولا يأتل قرأ أبو جعفر : (يتأل ) بهمزة مفتوحة بين التاء واللام مع تشديد اللام مفتوحة ، وقرأ الباقون : بهمزة ساكنة بين الياء والتاء وكسر اللام خفيفة ، وأبو عمرو ، وأبو جعفر ، وورش : يبدلون الهمزة بألف ساكنة على أصولهم ، ومعنى القراءتين : لا يحلف أولو الفضل منكم في الدين والسعة في المال .
أن يؤتوا على ألا يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله صفات لموصوف واحد ؛ أي : ناسا جامعين لها .
وليعفوا وليصفحوا عنهم خوضهم في عائشة .
ألا تحبون أن يغفر الله لكم إذا عفوتم .
والله غفور رحيم فلما قرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي بكر ، قال : "بلى أحب أن يغفر الله لي" ورجع إلى مسطح نفقته التي كان ينفق عليه ، وقال : "والله لا أنزعها منه أبدا" .
* * *


