مَنْ لِي بِمِثْلِ سَيْرِكَ الْمُذَلَّلِ تَمْشِي رُوَيْدًا وَتَجِي فِي الْأَوَّلِ
أَوْرَدَ ذَلِكَ فِي بَحْثِ أَفْضَلِيَّةِ الْعِلْمِ فَقَالَ: الْعِلْمُ يُعْرَفُ بِمَقَادِيرِ الْأَعْمَالِ وَمَرَاتِبِهَا وَفَاضِلِهَا مِنْ مَفْضُولِهَا وَرَاجِحِهَا مِنْ مَرْجُوحِهَا، فَصَاحِبُهُ لَا يَخْتَارُ لِنَفْسِهِ إِلَّا أَفْضَلَ الْأَعْمَالِ وَالْعَامِلُ بِلَا عِلْمٍ يَظُنُّ أَنَّ الْفَضِيلَةَ فِي كَثْرَةِ الْمَشَقَّةِ فَهُوَ يَتَحَمَّلُ الْمَشَاقَّ، وَإِنْ كَانَ مَا يُعَانِيهِ مَفْضُولًا وَرُبَّ عَمَلٍ فَاضِلٍ وَالْمَفْضُولُ أَكْثَرُ مَشَقَّةً مِنْهُ وَاعْتُبِرَ هَذَا بِحَالِ الصَّدِّيقِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَإِنَّهُ أَفْضَلُ الْأُمَّةِ مَعْلُومٌ أَنَّ فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَكْثَرُ عَمَلًا وَحَجًّا وَصَوْمًا وَقِرَاءَةً. اهـ .وَقَدْ كَانَ فِي عَصْرِ النَّبِيِّ جَمَاعَةٌ يَقُومُونَ بِالْإِفْتَاءِ قَوْمَةَ قَانِتِ
فَأَرْبَعَةٌ أَهْلُ الْخِلَافَةِ مَعَهُمْ مُعَاذٌ أُبَيٌّ ابْنُ عَوْفٍ ابْنُ ثَابِتِ
لِقَدْ كَانَ يُفْتِي فِي حَيَاةِ نَبِيِّنَا مَعَ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَئِمَّةُ
مُعَاذٌ وَعَمَّارٌ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ أُبَيٌّ ابْنُ مَسْعُودٍ ابْنُ عَوْفٍ حُذَيْفَةُ
وَمَعَهُمْ أَبُو مُوسَى وَسَلْمَانُ وَالتَّقِيُّ كَذَاكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَهُوَ تَتِمَّةُ
وَأَفْتَى بِمِيرَاثٍ أَبُو بَكْرٍ الرَّضِيُّ وَصَدَّقَهُ فِيهَا وَتِلْكَ مَزِيَّةُ
من لي بمثل سيرك المذلل تمشي رويدا وتجي في الأول
أورد ذلك في بحث أفضلية العلم فقال: العلم يعرف بمقادير الأعمال ومراتبها وفاضلها من مفضولها وراجحها من مرجوحها، فصاحبه لا يختار لنفسه إلا أفضل الأعمال والعامل بلا علم يظن أن الفضيلة في كثرة المشقة فهو يتحمل المشاق، وإن كان ما يعانيه مفضولا ورب عمل فاضل والمفضول أكثر مشقة منه واعتبر هذا بحال الصديق -رضي الله عنه- فإنه أفضل الأمة معلوم أن فيهم من هو أكثر عملا وحجا وصوما وقراءة. اهـ .وقد كان في عصر النبي جماعة يقومون بالإفتاء قومة قانت
فأربعة أهل الخلافة معهم معاذ أبي ابن عوف ابن ثابت
لقد كان يفتي في حياة نبينا مع الخلفاء الراشدين أئمة
معاذ وعمار وزيد بن ثابت أبي ابن مسعود ابن عوف حذيفة
ومعهم أبو موسى وسلمان والتقي كذاك أبو الدرداء وهو تتمة
وأفتى بميراث أبو بكر الرضي وصدقه فيها وتلك مزية