الثانية : وذلك أصل مهم في طلب الفراغة والاستعانة على الدين فإنها إذا كانت سليطة بذية اللسان سيئة الخلق كافرة للنعم كان الضرر منها أكثر من النفع والصبر على لسان النساء مما يمتحن به الأولياء . حسن الخلق
قال بعض العرب لا تنكحوا من النساء ستة لا : أنانة ولا منانة ولا حنانة ولا تنكحوا حداقة ولا براقة ولا شداقة .
أما الأنانة فهي التي تكثر الأنين والتشكي وتعصب رأسها كل ساعة فنكاح الممراضة أو نكاح المتمارضة لا خير فيه والمنانة : التي تمن على زوجها فتقول : فعلت لأجلك كذا وكذا والحنانة التي تحن إلى زوج آخر أو ولدها من زوج آخر ، وهذا أيضا مما يجب اجتنابه والحداقة التي ترمي إلى كل شيء بحدقتها فتشتهيه وتكلف الزوج شراءه والبراقة تحتمل معنيين .
أحدهما : أن تكون طول النهار في تصقيل وجهها وتزيينه ليكون لوجهها بريق محصل بالصنع .
والثاني أن تغضب على الطعام فلا تأكل إلا وحدها وتستقل نصيبها من كل شيء وهذه لغة يمانية يقولون : برقت المرأة وبرق الصبي الطعام إذا غضب عنده والشداقة المتشدقة الكثيرة الكلام ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى يبغض الثرثارين المتشدقين .
وحكي " أن السائح الأزدي لقي إلياس عليه السلام في سياحته فأمره بالتزوج : ونهاه عن التبتل ثم قال : لا تنكح أربعا المختلعة والمبارية والعاهرة والناشز فأما المختلعة : فهي التي تطلب الخلع كل ساعة من غير سبب والمبارية : المباهية بغيرها المفاخرة بأسباب الدنيا والعاهرة : الفاسقة التي تعرف بخليل وخدن وهي التي قال الله تعالى : ولا متخذات أخدان والناشز : التي تعلو على زوجها بالفعال والمقال .
والنشز العالي من الأرض وكان رضي الله عنه يقول : شر خصال الرجال خير خصال النساء . علي
البخل والزهو ، والجبن ، فإن المرأة إذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال زوجها وإذا كانت مزهوة استنكفت أن تكلم كل أحد بكلام لين مريب وإذا كانت جبانة فرقت من كل شيء فلم تخرج من بيتها واتقت مواضع التهمة خيفة من زوجها فهذه الحكايات ترشد إلى مجامع الأخلاق المطلوبة في النكاح .