قلت: فقد ذكر لما ذكر البرهان الذي حكاه ابن رشد عن أبو حامد الفلاسفة على استحالة علل لا نهاية لها: أن هذا البرهان الذي حكاه عن الفلاسفة أول من نقله إلى الفلسفة على أنها طريق خير من طريق القدماء؛ لأنه ابن سينا زعم أنه من جوهر الوجود وأن طرق القوم من أعراض تابعة للمبدأ الأول.
قال: (وهو طريق أخذه من ابن سينا المتكلمين، وذلك أن المتكلم يرى أن من المعلوم بنفسه أن الموجود ينقسم إلى ممكن وضروري، ووضعوا أن الممكن يجب أن يكون له فاعل، وأن العالم بأسره لما كان ممكنا وجب أن يكون الفاعل له واجب الوجود هذا هو اعتقاد المعتزلة قبل الأشعرية) .
قال: (وهو قول جيد ليس فيه كذب، إلا ما وضعوا فيه من أن العالم بأسره ممكن، فإن هذا ليس معروفا بنفسه، فأراد أن يعمم هذه القضية ويجعل المفهوم من الممكن ما له علة، كما ذكره ابن [ ص: 172 ] سينا . أبو حامد)
قلت: فقد بين أن كون الممكن يجب أن يكون له فاعل، قول جيد، إذ إن الممكن هو المحدث عند عامة العقلاء من الفلاسفة وغيرهم،والمحدث لا بد له من فاعل. هذا أيضا معلوم بين مسلم عند عامة العقلاء.