وقوله: "إما أن يكون المتفق لازما أو ملزوما أو عارضا أو معروضا".
فيقال: ما سميته متفقا ومشتركا، هو وما جعلته مختلفا مميزا لازما له [ ص: 96 ] وملزوما، يشتركان في العموم والخصوص والإطلاق والتعيين، فالاشتراك والامتياز والاتفاق والاختلاف إذا أخذته باعتبار الذهن والخارج، فكل شيئين اشتركا في أمر، فذلك المشترك هو في الذهن، وكل منهما هو في الخارج متميز، فالحيوانان المشتركان في الحيوانية هما مشتركان في الحيوانية المطلقة، [ويمتاز] أحدهما عن الآخر بالحيوانية الموجودة التي تخصه، كما يشترك الناطقان في الناطقية، ويمتاز أحدهما عن الآخر بالناطقية التي تخصه.
وأما الأمور الموجودة في الخارج فبينها تشابه وتماثل، واختلاف وتضاد، ليس فيها شيء يشارك شيئا لا في ذاته ولا [في] صفة من صفاته.