[ ص: 93 ] الوجه الحادي عشر: أن يقال: حمل قوله: على إحداثه بعض المخلوقات باطل من الوجوه المتقدمة في قوله: «فيأتيهم في صورته التي يعرفون» أي بصورة هي ملك من الملائكة. «فيأتيهم الله في صورة»،
الوجه الثاني عشر: أنه قد تقدم أنه إذا قال أولا: فيكشف عن ساق فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن له بالسجود ... إلى آخره، فقد صرح بأن الآية التي عرفوه بها وهم قد ذكروا في تأويل ذلك أن المراد به إظهار الشدة يوم القيامة، فيكون تأويلهم لذلك بأن الآية التي يعرفونه بها حتى يسجدوا له هي الإحسان كلاما متناقضا متهافتا؛ حيث جعلوا ما يتوقف معرفته به هو الإحسان وجعلوه هناك الشدة والعذاب. «أنا ربكم» فيقولون: لا نشرك بالله شيئا، أو نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه فيقول: هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها؟ فيقولون: نعم.
الوجه الثالث عشر: أنه قد أخبر أن هذه العلامة هي الكشف عن ساقه، وسيأتي الكلام على هذا في موضعه، وذلك يبطل أن يكون المراد فإذا جاء إحسان ربنا أو فيأتيهم بما يعرفون أنه إحسان .