الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
[ ص: 175 ] قال القاضي أبو يعلى: وقد اختلفت الروايات عن أحمد في إثبات رؤيته في ليلة المعراج فروى أبو بكر المروذي وذكر ما تقدم من قوله: «فبأي شيء يدفع قول عائشة؟» إلى قوله: «ما اعتراضه في هذا الموضع يسلم الخبر» ثم قال: «وظاهر هذا من كلامه إثبات الرؤية في ليلة المعراج» قال: وهذه الرواية اختيار أبي بكر النجاد، وذكر أنه حكى القاضي أبو علي عن أبي بكر بن سليمان النجاد أنه قال: «رأى محمد ربه إحدى عشرة مرة، منها بالسنة تسع مرات ليلة المعراج حين كان يتردد بين موسى وبين ربه عز وجل، يسأل أن يخفف عن [ ص: 176 ] أمته الصلاة، فنقص خمسا وأربعين صلاة في تسع مقامات، ومرتين بالكتاب».

قال القاضي: ونقل حنبل قال: قلت لأبي عبد الله: رأى ربه؟ قال: «رؤيا حلم، رآه بقلبه» قال القاضي: وهذا يقتضي نفي الرؤية في تلك الليلة، قال: ونقل الأثرم عن أحمد أنه حكى له قول رجل يقول: رآه، ولا أقول بعينه ولا بقلبه، فقال أبو عبد الله: «هذا حسن» قال: وظاهر هذا إطلاق الرؤية من غير تفسير بعين أو قلب. قال القاضي: والرواية الأولى أصح، قلت: ليس كلام أحمد مختلفا فإن رواية الأثرم قد ذكرنا لفظها وأنه استحسن الإطلاق، فإنه قد [ ص: 177 ] ذهب إلى أنه رآه بقلبه، وهذا موافق لنقل حنبل والمروذي نقل الرواية مطلقا، وفي الأحاديث التي رواها التقييد برؤية القلب ورؤية المنام، ولم أجد في كلام أحمد تصريحا برؤية عين ولا نفي الرؤية مطلقا.

التالي السابق


الخدمات العلمية