وأيضا فاعتقاد أن نفي رؤية العين يقتضي إطلاق نفي الرؤية كما ذكر القاضي ليس هو مقتضى ما ذكره وغيره من العلماء، وهذا الذي قاله أحمد من إثبات رؤية القلب هو الذي ثبت عن الصحابة الإمام أحمد كأبي ذر وقد روي ذلك بهذا اللفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا كما رواه وابن عباس، في كتاب السنة: حدثنا أبو القاسم الطبراني الحسين بن إسحاق [ ص: 178 ] التستري، حدثنا حدثنا الحماني، عن وكيع، موسى بن عبيدة، عن قال: محمد بن كعب القرظي «سئل النبي صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك عز وجل؟ قال: رأيته بفؤادي ولم أره بعيني» وهذا وإن كان مرسلا فهو معضود بما ثبت عن الصحابة من الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن رؤيته ربه ومن الذين نقلوا عنه أنه قال: كأبي ذر، «رأيت ربي» كابن عباس.
[ ص: 179 ] وهذا يدل على أن الصحابة فهموا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم هذا التفصيل، وقد صرح بمثل هذا فقال: أبو ذر «رآه بقلبه ولم يره بعينه» وبهذا يمكن الجمع بين قول ابن عباس كما سنذكره إن شاء الله تعالى. وعائشة