قال: «ورأيت في مسائل مهنا بن يحيى [ ص: 218 ] الشامي قال: سألته -يعني عن حديث رواه أحمد- عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، سعيد بن أبي هلال، أن مروان بن عثمان حدثه عن عمارة، عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب أنها قالت: في صورة شاب موفر، رجلاه في خضر، عليه نعلان من ذهب، على وجهه فراش من ذهب» سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر أنه رأى ربه في المنام فحول وجهه عني، وقال: هذا حديث منكر. وقال: ولا يعرف، هذا رجل مجهول، يعني مروان بن عثمان.
قال «فظاهر هذا التضعيف من القاضي أبو يعلى: لحديث أحمد أم الطفيل» قال: «رأيت بخط أبي بكر الكبشي قال [ ص: 219 ] عبد العزيز سمعت يقول: إنما يروى هذا الحديث وإن كان في إسناده شيء تصحيحا لغيره؛ ولأن الخلال الجهمية تنكره». قال: «ورأيت بخط جوابات مسائل ابن حبيب لأبي بكر عبد العزيز قال: حديث أم الطفيل فيه وهاء، ونحن قائلون به».
قال القاضي: وظاهر رواية إبراهيم بن هانئ يدل على صحته؛ لأن قال أحمد لأحمد بن عيسى في منزل عمه: حدثهم به، ولا يجوز أن يأمره أن يحدثهم بحديث يعتقد ضعفه، لا سيما فيما يتعلق بالصفات، قال: وقد صححه فيما [ ص: 220 ] سمعه من أبو زرعة الدمشقي أبي محمد الخلال وأبي طالب العشاري وأبي بكر بن بشر، عن فيما خرجه في آخر كتاب الرؤية، قال: حدثنا علي بن عمر الحافظ وهو الدارقطني محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا حدثنا أبو زرعة الدمشقي، أحمد بن صالح، حدثنا أخبرني ابن وهب، عمرو بن الحارث بن سعيد بن أبي هلال أن مروان بن عثمان أخبره عن عمارة بن عامر [ ص: 221 ] عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم «يذكر أنه رأى ربه عز وجل في النوم في صورة شاب ذي وفرة، قدماه في خضر، عليه نعلان من ذهب، على وجهه فراش من ذهب» قال أبو زرعة: «كل هؤلاء الرجال معروفون لهم أنساب قوية بالمدينة، فأما مروان فهو مروان بن عثمان بن أبي سعيد بن المعلى الأنصاري، وأما عمارة فهو ابن عامر بن عمرو بن حزم، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمرو بن الحارث وسعيد بن أبي هلال فلا يشك فيهما، وحسبك محدثا في دينه وفضله» قال القاضي: فظاهر الكلام من بعبد الله بن وهب أبي زرعة إثباتا لرجال حديث أم الطفيل، وتعريفا لهم، وبيانا عن عدالتهم، قال: وهو ظاهر ما عليه أصحابنا؛ لأن ذكر حديث أبا بكر الخلال أم الطفيل في سننه ولم يتعرض للطعن عليه، وأخرج إلي جزءا فيه حكايات عن [ ص: 222 ] أبو إسحاق البرمكي أبي الحسن بن بشار، رواية ابنه أبي حفص عن أبيه أحمد بن إبراهيم، قال: «سألت الشيخ -يعني أبا الحسن بن بشار- عن حديث أم الطفيل وحديث في الرؤية، فقال: صحيح، فعارض رجل وقال: هذه الأحاديث لا تذكر في مثل هذا الوقت، فقال له الشيخ: فيدرس الإسلام، فسكت» فقد حكم بصحة الحديث، قال: وقد يجوز أنه لم يقع ابن عباس معرفة لأحمد مروان بن عثمان في حال ما سأله مهنا، ثم وقع [ ص: 223 ] له معرفة نسبه فيما بعد.