الوجه الحادي عشر: ومن قال: إني أعقل الرؤية بغير جسم، ولا أعقل [ ص: 125 ] الحجاب إلا لجسم فهو جاحد لما يعلمه العقلاء بالاضطرار. أن الرؤية أيضا لا تعقل إلا لجسم، ولا يعقل إثبات الرؤية إلا لجسم، فإثبات كون الرب مرئيا ورائيا مع نفي الجسم ليس بأولى من إثبات كونه محجوبا ومحتجبا مع نفي الجسم، فإن كان الجمع بين هذا الإثبات والنفي حقا، فهو حق في الموضعين، وإن كان باطلا في الموضعين،