خنوخ ابن
خنوخ بمعجمتين بعد الأولى نون بوزن ثمود. وقيل بزيادة ألف في أوله وسكون المعجمة الأولى. وقيل كذلك لكن بحذف الواو الأولى وقيل كذلك لكن بدل الخاء الأولى هاء وقيل كالثاني لكن بدل المعجمة مهملة. وهو إدريس النبي صلى الله عليه وسلم فيما يزعمون.
روى في المستدرك بسند واه عن الحاكم وهب رحمه الله تعالى أنه سئل عن إدريس [ ص: 318 ] فقال: هو جد أبي نوح . وقيل: جد نوح . قال الحافظ : والأول أولى، ولعل الثاني أطلق ذلك مجازا لأن جد الأب جد.
وقد نقل بعضهم الإجماع على أنه جد لنوح . قال الحافظ : وفيه نظر، فقد روى عبد بن حميد بإسناد حسن عن وابن أبي حاتم رضي الله تعالى عنه قال: ابن مسعود إلياس هو إدريس ويعقوب هو إسرائيل. وروي نحوه عن رضي الله تعالى عنهما وسنده ضعيف. ابن عباس
ووجه الدلالة أنه إن ثبت أن إلياس إدريس لزم أن يكون من ذرية نوح لا أن نوحا من ذريته، لقوله تعالى في سورة الأنعام: ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان إلى أن قال: وعيسى وإلياس فدل على أن نوح سواء أقلنا إن الضمير في قوله إلياس من ذرية ومن ذريته لنوح أو لإبراهيم لأن إبراهيم كان من ذرية نوح فمن كان من ذرية إبراهيم فهو من ذرية نوح لا محالة.
وذكر رحمه الله تعالى في المبتدأ أن ابن إسحاق إلياس بن فنحاص بن العيزان بن هارون بن عمران عليهما الصلاة والسلام. وقال في المستدرك: اختلفوا في الحاكم نوح وإدريس فقيل: إن إدريس قبله. قال: وأكثر الصحابة على أن نوحا قبل إدريس. كذا قال وقد جرى على أن القاضي أبو بكر بن العربي إدريس لم يكن جد نوح وإنما هو من بني إسرائيل، لأن إلياس قد ورد أنه من بني إسرائيل واستدل على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء للنبي صلى الله عليه وسلم "مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح"
ولو كان من أجداده لقال كما قال آدم وإبراهيم: والابن الصالح. وهو استدلال جيد. إلا أنه قد يجاب عنه بأنه قال ذلك على سبيل التواضع والتلطف، وليس نصا فيما زعم. أشار إلى ذلك النووي .
وقول أن ابن إسحاق خنوخ هو إدريس فيما يزعمون أشار به إلى أن هذا القول مأخوذ عن أهل الكتاب. وقال ذكر المؤرخون أن المازري: إدريس جد نوح ، فإن قام الدليل على أن إدريس أرسل لم يصح قول النسابين إنه قبل نوح لإخبار النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة: نوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض. ائتوا
وإن لم يقم دليل جاء ما قالوا به وصح أن إدريس كان نبيا ولم يرسل.
قال السهيلي : وحديث الطويل ينص على أن أبي ذر آدم وإدريس رسولان. انتهى.
والحديث رواه الطبراني والحاكم وصححاه. وفيه أن وابن حبان إدريس كان نبيا رسولا، وأنه أول من خط بالقلم.
وروى بسند ضعيف عن الحاكم رضي الله تعالى عنه قال: كان سمرة إدريس رجلا أبيض طويلا ضخم البطن عريض الصدر قليل شعر الجسد كثير شعر الرأس، وكان [ ص: 319 ] إحدى عينيه أعظم من الأخرى وكان في جسده نقطة بيضاء من غير مرض. قال ابن قتيبة وكان رقيق الصوت.
إدريس لكثرة ما كان يدرس من كتب الله وسنن الإسلام. وهو وسمي وكان من قبل يلبسون الجلود. واستجاب له ألف إنسان ممن كان يدعوه. فلما رفعه الله تعالى اختلفوا بعده وأحدثوا الأحداث. أول من خاط الثياب ولبسها
قال ابن قتيبة: وهو ابن ثلاثمائة وخمس وستين سنة.
وقال في المطلع: إدريس بالسريانية خنوخ. ومعناه كثير العبادة وأما إدريس فاسم أعجمي غير منصرف وقيل مشتق من الدرس والدراسة بمعنى الكتابة. وسمي به لكثرة ما درس من كتب الله عز وجل، فإنه كان يحفظ صحف آدم وصحف شيث على ظهر قلبه، وكانت صحف آدم إحدى وخمسين صحيفة وصحف شيث عشرين صحيفة، وصحفه خاصة ثلاثون، وكان يحفظ الجميع ويدرسه. وكان إدريس أول من خاط وأول من أخبر عن علم الهيئة والحساب وأحكام النجوم بالتأييد السماوي. رفع الله تعالى عنه بدعائه إحساس حرارة الشمس، وعبد الله تعالى حتى تمنت الملائكة صحبته.