الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              فصل

                                                                                                                                                                                                                              قال الإمام المحدث أبو عبد الله أحمد بن محمد العزفي - وهو بفتح العين المهملة والزاي وقبل ياء النسب فاء وهو من تلامذة القاضي، وأبو العباس القرطبي شارح مسلم:

                                                                                                                                                                                                                              أنه صلى الله عليه وسلم قال: « لي خمسة أسماء قبل أن يطلعه الله تعالى على بقية أسمائه » .

                                                                                                                                                                                                                              ولابن عساكر في ذلك احتمالان أحدهما أن يكون ذلك العدد فيه لبس من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم وفيه كما قال ابن دحية والحافظ نظر. زاد الحافظ: لتصريحه في الحديث بقوله:

                                                                                                                                                                                                                              « إن لي خمسة أسماء » . [ ص: 406 ]

                                                                                                                                                                                                                              الثاني: أن يكون ذلك من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يقتضي ذلك الحصر. وخص هذه الخمسة بالذكر إما لعلم السامع بما سواها، فكأنه قال لي خمسة أسماء فاضلة معظمة، أو لشهرتها كأنه قال لي: خمسة أسماء مشهورة أو لغير ذلك مما يحتمله اللفظ من المعاني، وهذا الاحتمال استظهره ابن دحية والحافظ وزاد: أو:

                                                                                                                                                                                                                              « إن لي خمسة أسماء أختص بها لم يسم بها أحد قبلي » .

                                                                                                                                                                                                                              وقال القاضي: إنما خصت هذه الأسماء بالذكر لأنها موجودة في الكتب المتقدمة وعند أولي العلم من الأمم السابقة.

                                                                                                                                                                                                                              وتعقب بأن أسماءه الموجودة في الكتب المتقدمة أكثر من ذلك.

                                                                                                                                                                                                                              وقال الشيخ: إن قوله لي خمسة أسماء لا ينافي أن له أكثر من ذلك لأن قواعد الأصول أن العدد لا يخصص، وكم ورد في الأحاديث ذكر أعداد لم يقصد الحصر منها، كحديث « سبعة يظلهم الله في ظل عرشه » وقد وردت أحاديث بزيادة عليها ويحضرني الآن منها سبعون. وغير ذلك مما هو مشهور. قلت يأتي بيانها في الخصائص مع زيادة إن شاء الله تعالى. [ ص: 407 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية