الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب السابع في انفلاق البرمة حين وضع صلى الله عليه وسلم تحتها

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو نعيم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كان في عهد الجاهلية إذا ولد لهم مولود من تحت الليل وضعوه تحت الإناء لا ينظرون إليه حتى يصبحوا فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم طرحوه تحت برمة فلما أصبحوا أتوا البرمة فإذا هي قد انفلقت اثنتين وعيناه صلى الله عليه وسلم إلى السماء، فعجبوا من ذلك.

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن سعد بسند رجاله ثقات أثبات عن عكرمة رحمه الله تعالى - مرسلا - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وضعته أمه وضعته تحت برمة فانفلقت عنه، قالت: فنظرت إليه فإذا هو قد شق بصره ينظر إلى السماء.

                                                                                                                                                                                                                              وروى البيهقي عن أبي الحسن التنوخي رحمه الله تعالى قال: كان المولود إذا ولد في قريش دفعوه إلى نسوة من قريش إلى الصبح فكفأن عليه برمة، فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع إلى نسوة فكفأن عليه برمة، فلما أصبحن أتين فوجدت البرمة قد انفلقت عنه باثنتين، فوجدنه- مفتوح العين شاخصا ببصره إلى السماء فأتاهن عبد المطلب فقلن: ما رأينا مولودا مثله ووجدناه قد انفلقت عنه البرمة ووجدناه مفتوحا عينه شاخصا ببصره إلى السماء فقال: احفظنه فإني أرجو أن يصيب خيرا.

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن الجوزي عن أبي الحسين بن البراء - مرسلا - رحمه الله تعالى عن آمنة أنها قالت: وضعت عليه إناء فوجدته قد انفلق الإناء عنه وهو يمص إبهامه يشخب لبنا.

                                                                                                                                                                                                                              قال بعض أهل الإشارات في انفلاق البرمة عنه صلى الله عليه وسلم إشارة إلى ظهور أمره وانتشاره وأنه يفلق ظلمة الجهل ويزيلها.

                                                                                                                                                                                                                              يشخب بشين فخاء معجمتين أي يسيل.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 347 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية