قال رحمه الله تعالى: ثم لم يلبث ابن إسحاق عبد الله بن عبد المطلب أن توفي وأم رسول الله صلى الله عليه وسلم حامل به.
هذا ما جزم به ورجحه الواقدي ابن إسحاق وابن سعد ، وصححه والبلاذري الذهبي وقال ابن كثير إنه المشهور. وقال إنه الذي عليه معظم أهل السير، ورواه ابن الجوزي: وصححه، وأقره الحاكم الذهبي عن قيس بن مخرمة رضي الله تعالى عنه.
قال غير وذلك حين تم لها شهران. وقيل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في المهد حين توفي أبوه. وعليه فقيل وله شهران. وقيل ثمانية وعشرون شهرا. وقيل تسعة أشهر، ونقل ابن إسحاق: السهيلي عن الدولابي أنه قول الأكثرين قلت: والحق أنه قول كثيرين لا أكثرين.
وروى ابن سعد عن محمد بن كعب، وعن أيوب بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة رحمهما الله تعالى قالا: خرج عبد الله إلى الشام إلى غزة في عير من عيرات قريش يحملون تجارات، ففرغوا من تجاراتهم، ثم انصرفوا فمروا بالمدينة وعبد الله يومئذ مريض، فقال: أتخلف عند أخوالي بني عدي بن النجار. فأقام عندهم مريضا شهرا ومضى أصحابه فقدموا مكة فسألهم عبد المطلب عن ابنه فقالوا: خلفناه عند أخواله بني عدي بن النجار مريضا، فبعث عبد المطلب أكبر ولده الحارث فوجده قد توفي ودفن في دار النابغة فرجع فأخبره فوجد عليه عبد المطلب وعماته. وإخوته وأخواته وجدا شديدا. ورسول الله صلى الله عليه وسلم حمل، ولعبد الله بن عبد المطلب يوم توفي خمس وعشرون سنة.
قال وهذا أثبت الأقاويل في الواقدي: وقال وفاة عبد الله وسنه. الحافظ العلائي وابن حجر إن عمره كان يوم توفي ثماني عشرة سنة قال الواقدي: آمنة. ولم يتزوج عبد الله قط غير
وآمنة لم تتزوج قط غير عبد الله.
أخذ الإله أبا الرسول ولم يزل برسوله الفرد اليتيم رحيما نفسي الفداء لمفرد في يتمه
والدر أحسن ما يكون يتيما
وقال ابن العماد في كشف الأسرار: إنما رباه يتيما لأن أساس كل كبير صغير وعقبى كل حقير خطير. وأيضا لينظر صلى الله عليه وسلم إذا وصل إلى مدارج عزه إلى أوائل أمره ليعلم أن العزيز من. [ ص: 332 ] أعزه الله تعالى وإن قوته ليست من الآباء والأمهات ولا من المال بل قوته من الله تعالى. وأيضا ليرحم الفقير والأيتام.
وقالت آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ترثي زوجها. كما ذكر ذلك في المبتدأ ابن إسحاق وابن سعد في الطبقات. رحمهما الله تعالى.
عفا جانب البطحاء من ابن هاشم وجاور لحدا خارجا في الغماغم
دعته المنايا بغتة فأجابها وما تركت في الناس مثل ابن هاشم
عشية راحوا يحملون سريره يعاوره أصحابه في التزاحم
فإن يك غالته المنايا وريبها فقد كان معطاء كثير التراحم
أضحى ابن هاشم في مهماء مظلمة في حفرة بين أحجار لدى الحصر
سقى جوانب قبر أنت ساكنه غيث أحم الذرى ملآن ذو درر