بفتح الهمزة وضم المهملة، جمع نعمة في الأصل وهي الإحسان وسمي بذلك لأنه نعمة من الله تعالى على عباده وبعثته رحمة لهم، وحصل بوجوده للخلق نعم كثيرة منها الإسلام والإنقاذ من الكفر والأمن من الخسف
«أنفس العرب » :
قال الله تعالى: لقد جاءكم رسول من أنفسكم على قراءة الفتح، وقد
روى عن الحاكم رضي الله تعالى عنهما ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: «أنفسكم »
بفتح الفاء أي من أعظمكم قدرا.
وأنفس: أفعل من النفاسة وهي الشرف والعلو والعز، ومنه: در نفيس أي عزيز المثل.
والجمهور أن المخاطب بهذه الآية العرب، وإذا كان صلى الله عليه وسلم أنفسهم كان أنفس الخلق، لأنهم أفضل من غيرهم ولكن إنما فضلهم برسول الله صلى الله عليه وسلم لكونه منهم قال الشاعر:
وكم أب قد علا بابن ذرى شرف كما علت برسول الله عدنان
«أوفى الناس ذماما » :بكسر الذال المعجمة أي أكثرهم حرمة وأشدهم مهابة قال حسان- رضي الله تعالى عنه-:
وما حملت من ناقة فوق رحلها أبر وأوفى ذمة من محمد
أي المشرق. والمتجرد بفتح الراء: كل ما يتجرد عنه من بدنه فيرى.
«الأواه » :
بتشديد الواو.
قال - رضي الله تعالى عنهما-: ابن عباس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو: «رب اجعلني شكارا لك ذكارا لك رهابا لك مطواعا لك مخبتا لك أواها منيبا
الحديث. قد اختلف في على أقوال حاصلها: أنه الخاشع المتضرع في الدعاء المؤمن التواب والموقن المنيب الحفيظ بلا ذنب، المسبح المستغفر بلا خطأ، الحليم [ ص: 437 ] الرحيم المطيع المستكن إلى الله تعالى، الخائف الوجل الذاكر التالي للقرآن، وهو صلى الله عليه وسلم متصف بجميع ذلك. معنى الأواه
«الأوسط » :
العادل أو الخيار من كل شيء ويرحم الله تعالى القائل:
يا أوسط الناس طرا في تفاخرهم وفي تفاضلهم يا أشرف العرب
«الأولى » :
أي الأولى بالمؤمنين من أنفسهم أي أجدر وأحرى في كل شيء من أمور الدنيا والدين من أنفسهم. وسيأتي لهذا مزيد بيان في الخصائص إن شاء الله تعالى
«الأول » :
السابق المتقدم على غيره، أو الذي يقتدى به، وهو هنا غير مصروف لكونه جعل علما له صلى الله عليه وسلم ولوزن الفعل، ثم هو عند البصريين صفة جارية في اللفظ مطلقا مجرى أسبق الذي هو أفعل تفضيل من السبق فيلزم إفراده وتذكيره وإيلاؤه من حيث جرد من اللام، وإن نويت إضافته بني على الضم
«الآخر » :
ضد الأول: اسم فاعل من التأخر ضد التقدم. وفي حديث أنس عند في قصة الإسراء: ثم لقي خلقا من خلق الله تعالى فقالوا: السلام عليك يا أول، السلام عليك يا آخر، السلام عليه يا حاشر، فقال له جبريل: اردد السلام يا محمد. البيهقي
وفي حديث في الإسراء عند أبي هريرة : البزار وجعلتك أول النبيين خلقا وآخرهم بعثا » .
روى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مسلم . أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع، وأول مشفع
وهذان الاسمان من أسمائه تعالى. ومعنى الأول في حقه: السابق للأشياء قبل وجودها بلا بداية والآخر للأشياء بعد فنائها بلا نهاية. قال القاضي: وتحقيقه أنه ليس له أول ولا آخر
«أول الرسل خلقا »
«أول شافع » :
أي طالب للشفاعة
«أول مشفع » :
بفتح الفاء: الذي يشفع فتقبل شفاعته وهي السؤال في التجاوز عن المذنبين ويأتي الكلام عليه في أبواب حشره صلى الله عليه وسلم [ ص: 438 ] «أول المسلمين » :
أي المقتدى به في الإسلام
«أول من تنشق عنه الأرض » :
يأتي الكلام عنه في أبواب حشره صلى الله عليه وسلم
«أول المؤمنين » :
أي المقتدى به في الإيمان
«آية الله » :
ذكره الشيخ رحمه الله تعالى ولم يزد فيه.
روى عن ابن المنذر رحمه الله تعالى في قوله تعالى: مجاهد سنريهم آياتنا في الآفاق قال: محمد صلى الله عليه وسلم لأنه العلامة الظاهرة. قال الراغب رحمه الله تعالى: واشتقاقها من أي لأنها تبين شيئا من شيء أو من أوى إليه لأنه يؤوي إليها ليستدل بها على المطلوب.
وسمي بذلك لأن الله تعالى جعله علما على طريق الهدى، وعلما يستدل به على الفوز الأبدي ويقتدى به وقرئ: «إن الذين كفروا بآية الله لهم عذاب شديد » قيل المراد بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.