حرف الحاء المهملة
«الحاتم » :
قال: «يا » هو من أسمائه في الكتب السالفة. حكاه كعب الأحبار. قال ثعلب: ومعناه أحسن الأنبياء خلقا. قال في الشرح: هو بفتح المثناة الفوقية كما رأيته مضبوطا بالقلم في نسخة معتمدة من الشفاء ورأيته في الصحاح بالكسر. لكن قال: هو القاضي.
قلت: لم يذكر في الصحاح أنه من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وإنما قال: الحاتم القاضي. وكذا ذكره في الديوان في فاعل بكسر العين. والله تعالى أعلم
«الحاشر » :
ذكر في الأحاديث السابقة في الباب الثاني بلفظ
على عقبي أنا الحاشر الذي يحشر الناس »
وفي لفظ «على قدمي » وبلفظ:
» أنا الحاشر الذي يحشر الناس معي على قدمي
قال القاضي: واختلف في فقيل: على زماني وعهدي، إذ ليس بعده نبي. وقيل: يحشر الناس بمشاهدتي كما قال تعالى: معنى: «على قدمي » ويكون الرسول عليكم شهيدا وقال الخطابي رحمهما الله: معناه على أثري أي أنه يقدمهم وهم خلفه، لأنه أول من تنشق عنه الأرض، ثم يحيي كل نفس فيتبعونه. وابن دحية
قال ويدل على هذا المعنى رواية : «على عقبي » وقال الخطابي: العزفي: القدم عبارة عن الأثر لأنه منه، وقيل: المعنى على أثري، لأن الساعة على أثره أي قريبة من مبعثه. كما
قال صلى الله عليه وسلم: » بعثت أنا والساعة كهاتين
. قال الحافظ: ويحتمل أن يكون المراد بالقدم [ ص: 445 ] الزمان أي وقت قيامي على قدمي تظهر علامات الحشر، إشارة إلى أنه ليس بعده نبي ولا شريعة. ويرجح هذا ما وقع
في رواية نافع بن جبير: » وأنا الحاشر بعثت مع الساعة
وقيل:
على مشاهدتي قائما لله على الأمم. واستشكل التفسير بأنه يقتضي أنه محشور، فكيف يفسر به حاشر وهو اسم فاعل؟ وأجيب بأن إسناد الفعل إلى الفاعل إضافة والإضافة تصح بأدنى ملابسة، فلما كان لا أمة بعد أمته، لأنه لا نبي بعده نسب الحشر إليه لأنه يقع بعده.
وقوله «على عقبي » بكسر الموحدة على الإفراد، ولبعضهم بالتثنية والموحدة مفتوحة وكذلك قوله: «على قدمي » روي بالإفراد والتثنية.