ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم
فأنث على المعنى ، قال : وهذه الكلمة في عداد الكلمات التي يحرفها من لا يد له في علم العربية فيضعها غير موضعها ويحسب مهما بمعنى متى ما ، ويقول مهما جئتني أعطيتك ، وهذا من وضعه ، وليس من كلام واضع العربية في شيء ، ثم يذهب فيفسر مهما تأتنا به من آية بمعنى الوقت ، فيلحد في آيات الله تعالى وهو لا يشعر ، وهذا وأمثاله مما يوجب الجثو بين يدي الناظر في كتاب الزمخشري . انتهى . وهذا الذي أنكره سيبويه من أن مهما لا تأتي ظرف زمان ، وقد ذهب إليه الزمخشري ابن مالك ذكره في التسهيل وغيره من تصانيفه إلا أنه لم يقصر مدلولها على أنها ظرف زمان ، بل قال : وقد ترد ما ومهما ظرفي زمان وقال في أرجوزته الطويلة المسماة بالشافية الكافية :
، وقد أتت مهما وما ظرفين في شواهد من يعتضد بها كفي
وقال في شرح هذا البيت : جميع النحويين يجعلون ما ومهما مثل من في لزوم التجرد عن الظرف مع أن استعمالهما ظرفين ثابت في استعمال الفصحاء من العرب ، وأنشد أبياتا عن العرب زعم منها أن ما [ ص: 372 ] ومهما ظرفا زمان وكفانا الرد عليه فيها ابنه الشيخ بدر الدين محمد ، وقد تأولنا نحن بعضها وذكرنا ذلك في كتاب التكميل لشرح التسهيل من تأليفنا ، وكفاه ردا نقله عن جميع النحويين خلاف ما قاله لكن من يعاني علما يحتاج إلى مثوله بين يدي الشيوخ ، وأما من فسر مهما في الآية بأنها ظرف زمان فهو كما قال ملحد في آيات الله ، وأما قول الزمخشري ، وهذا وأمثاله إلى آخر كلامه فهو يدل على أنه جثا بين يدي الناظر في كتاب الزمخشري ، وذلك صحيح ، رحل من سيبويه خوارزم في شيبته إلى مكة شرفها الله تعالى لقراءة كتاب على رجل من أصحابنا من أهل سيبويه جزيرة الأندلس كان مجاورا بمكة وهو الشيخ الإمام العلامة المشاور أبو بكر عبد الله بن طلحة بن محمد بن عبد الله الأندلسي من أهل بابرة من بلاد جزيرة الأندلس ، فقرأ عليه جميع كتاب الزمخشري وأخبره به قراءة عن الإمام الحافظ سيبويه قال : قرأته على أبي علي الحسين بن محمد بن أحمد الغساني الجياني قال : قرأته على أبي مروان عبد الملك بن سراج بن عبد الله بن سراج القرطبي أبي القاسم بن الإفليلي عن عن أبي عبد الله محمد بن عاصم العاصمي الرباحي بسنده ، قصيد يمدح به وللزمخشري وكتابه ، وهذا يدل على أنه ناظر في كتاب سيبويه بخلاف ما كان يعتقد فيه بعض أصحابنا من أنه إنما نظر في نتف من كلام سيبويه أبي علي الفارسي ، ، وقد صنف وابن جني أبو الحجاج يوسف بن معزوز كتابا في الرد على في كتاب المفصل والتنبيه على أغلاطه التي خالف فيها إمام الصناعة الزمخشري رحم الله جميعهم . أبا بشر عمرو بن عثمان سيبويه