فما تمسك بالعهد الذي زعمت إلا كما يمسك الماء الغرابيل
وأمسك متعد قال : ويمسك السماء أن تقع على الأرض فالمفعول هنا محذوف أي يمسكون أعمالهم ، أي : يضبطونها ، والباء على هذا تحتمل الحالية والآلة ، ومسك مشدد بمعنى تمسك ، والباء معها للآلة ، وفعل تأتي بمعنى تفعل ، نص عليه التصريفيون ، وقرأ عبد الله : استمسكوا ، وفي حرف والأعمش أبي : تمسكوا بالكتاب ، والظاهر أن قوله : والذين استئناف إخبار ، لما ذكر حال من لم يتمسك بالكتاب ذكر حال من استمسك به ، فيكون والذين على هذا مرفوعا بالابتداء ، وخبره الجملة بعده ، كقوله : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا إذا جعلنا الرابط هو في من أحسن عملا وهو العموم كذلك هذا يكون الرابط هو العموم في المصلحين ، وقال الحوفي وأبو البقاء : الرابط محذوف تقديره ، أجر المصلحين اعتراض ، والتقدير : مأجورون أو نأجرهم . انتهى ، ولا ضرورة إلى ادعاء الحذف ، وأجاز أبو البقاء أن يكون الرابط هو : المصلحين ، وضعه موضع المضمر ، أي لا نضيع أجرهم ، انتهى ، وهذا على مذهب الأخفش حيث أجاز الرابط بالظاهر إذا كان هو المبتدأ ، فأجاز زيد قام أبو عمرو ، إذا كان أبو عمرو كنية زيد ، كأنه قال : زيد أي هو ، وأجاز أن يكون : والذين في موضع جر عطفا على : الذين يتقون ولم يذكر الزمخشري ابن عطية غيره ، والاستئناف هو الظاهر كما قلنا .