الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فأما قوله : وايم الله ، وأيمن الله ، فإن أراد به يمينا كان يمينا لما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في أسامة بن زيد : وايم الله إنه لخليق بالإمارة وإن لم يرد به يمينا ، أو لم تكن له إرادة لم تكن يمينا ؛ لأن العرف في قولهم : لعمر الله ، أكثر استعمالا من قولهم : وأيم الله .

                                                                                                                                            وقال أبو حنيفة : هما سواء في الأحوال كلها يمين مع وجود الإرادة وعدمها .

                                                                                                                                            وأما قوله : لاها الله فإن أراد به يمينا ، فهو يمين لما روي عن أبي بكر - رضي الله عنه - أنه قال بمشهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قتيل أبي قتادة حين أخذ سلبه غيره : " لاها الله إذن تعمد إلى أسد من أسد الله يعطيك سلبه ، فكانت يمينا منه وإن لم يرد اليمين ، أو لم تكن له إرادة ، فليس بيمين لعدم عرف الشرع والاستعمال فيه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية