فصل : فإن ، أحلفه بالله الذي خلقني ورزقني . كان الحالف مجوسيا
واختلف أصحابنا : هل يحلفه بالله الذي خلق النار ، والنور .
فقال بعضهم : يحلفه بذلك ، لاختصاصهم بتعظيم النار والنور .
وقال آخرون : لا يحلفهم بذلك ، لأنهم يعتقدون قدم النار والنور . فأما تغليظ يمينه بالمكان والزمان فأجل الأمكنة عندهم بيت النار .
واختلف أصحابنا في تغليظ أيمانهم فيه ، فقال بعضهم : لا تغلظ فيه ، لأنهم يرون تعظيم النار دون البيت الذي فيه النار ، فخالفوا اليهود والنصارى في قصد الكنائس والبيع لصلواتهم ، وعباداتهم ، وقد قال الله تعالى : لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا [ الحج : 140 ] .
وقال آخرون من أصحابنا : بل يحلفون في بيت النار ، لأنهم يرونه أشرف البقاع عندهم ، وإن شرفوه ، لتعظيم النار عندهم .
وأما الزمان فليس لهم صلوات مؤقتات يحلفون فيها ، وإنما لهم زمزمة يرونها قربة ، فإن كانت مؤقتة عندهم أحلفوا في أعظم أوقاتها عندهم ، وإن لم تكن مؤقتة [ ص: 117 ] سقط تغليظ أيمانهم بالزمان ، إلا أنهم يرون النهار أشرف من الليل ، لأن النور عندهم أشرف من الظلمة ، فيحلفون في النهار دون الليل .