الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                620 ص: قال أبو جعفر : - رحمه الله -: فذهب قوم إلى أن المستحاضة تدع الصلاة أيام أقرائها، ، ثم تغتسل لكل صلاة، واحتجوا في ذلك بقول النبي -عليه السلام- المروي في هذه الآثار، وبفعل أم حبيبة بنت جحش ذلك على عهد النبي -عليه السلام-.

                                                التالي السابق


                                                ش: أراد بالقوم هؤلاء: عكرمة ، وسعيد بن المسيب ، وسعيد بن جبير ، وقتادة؛ فإنهم قالوا: المستحاضة تغتسل لكل صلاة.

                                                وروي ذلك عن علي وابن عباس وابن عمر وابن الزبير وأم حبيبة -رضي الله عنهم- وإليه ذهبت الظاهرية.

                                                [ ص: 312 ] وقد روى ابن حزم الآثار المذكورة في "المحلى": ثم قال: فهذه آثار في غاية الصحة، وقال بهذا جماعة من الصحابة، وروي عن ابن عمر في المستحاضة قال: "تغتسل لكل صلاة".

                                                وقد رواه أيضا: عكرمة ومجاهد عن ابن عباس، قال مجاهد عنه: "تؤخر الظهر وتعجل العصر، وتغتسل لهما غسلا واحدا، وتؤخر المغرب وتعجل العشاء، وتغتسل لهما غسلا واحدا، وتغتسل للفجر غسلا".

                                                وقال أيضا: وروينا من طريق ابن جريج ، عن عطاء "تنتظر المستحاضة أيام أقرائها، ثم تغتسل غسلا واحدا للظهر والعصر، تؤخر الظهر قليلا وتعجل العصر قليلا، وكذلك المغرب والعشاء، وتغتسل للصبح غسلا".

                                                وروينا من طريق سفيان الثوري ، عن منصور بن المعتمر ، عن إبراهيم النخعي مثل قول عطاء سواء بسواء، وروينا من طريق معاذ بن هشام الدستوائي ، عن أبيه، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب قال: "المستحاضة تغتسل لكل صلاة وتصلي".




                                                الخدمات العلمية