الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 463 - 464 ] ( وقالا : ليس له إلا الضمان مع اليسار والسعاية مع الإعسار ، ولا يرجع المعتق على العبد والولاء للمعتق ) وهذه المسألة تبتنى على حرفين : أحدهما : تجزيء الإعتاق وعدمه على ما بيناه ، والثاني : أن يسار المعتق لا يمنع سعاية العبد عنده وعندهما يمنع . لهما في الثاني قوله صلى الله عليه وسلم في الرجل يعتق نصيبه ، إن كان غنيا ضمن ، وإن كان فقيرا سعى في حصة الآخر ، [ ص: 465 ] قسم والقسمة تنافي الشركة .

التالي السابق


( قوله وقالا ليس له ) أي الساكت ( إلا الضمان مع اليسار والسعاية مع الإعسار ، ولا يرجع المعتق على العبد إذا ضمن والولاء للمعتق ) قال المصنف ( وهذه المسألة تبتنى على حرفين أحدهما تجزئ الإعتاق ) عنده ( وعدمه ) عندهما فيسعى وهو حر مديون وتقدم بيانه ( والثاني أن يسار المعتق لا يمنع السعاية عنده وعندهما يمنع ) [ ص: 465 ] لهما فيه أن جميع النصوص التي ظاهرها تجزئ الإعتاق كقوله { فقد عتق منه ما عتق } وحديث { فعليه خلاصه في ماله } وقوله عليه الصلاة والسلام { من أعتق عبدا بينه وبين آخر قوم عليه قيمة عدل لا وكس ولا شطط ثم عتق عليه في ماله إن كان موسرا } في الصحيحين ، وكذا ما انفرد به البخاري عن مسلم { من أعتق عبدا بين اثنين ، فإن كان موسرا قوم عليه ثم عتق } والتي ظاهرها عدم تجزيئه كحديث أبي المليح عن أبيه { أن رجلا أعتق شقصا له من غلام ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ليس لله شريك ، وأجاز عتقه } رواه أحمد وأبو داود وزاد رزين في ماله . وفي لفظ { هو حر كله ليس لله شريك } وحديث البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما عنه صلى الله عليه وسلم { من أعتق نصيبا له في مملوك أو شركا له في عبد وكان له من المال ما يبلغ قيمته بقيمة العدل فهو عتيق } كلها تفيد أن الحكم الثابت عند يساره التضمين ليس غير ، ولذا اختار الطحاوي قولهما . ووجهه أنه قسم فجعل الحكم عند يساره تضمينه وعند إعساره الاستسعاء ، والقسمة تنافي الشركة .




الخدمات العلمية