الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ولو قال : أنت طالق تطليقة شديدة أو عريضة أو طويلة فهي واحدة بائنة ) لأن ما لا يمكن تداركه يشتد عليه وهو البائن ، وما يصعب تداركه يقال : لهذا الأمر طول وعرض . [ ص: 54 ] وعن أبي يوسف أنه يقع بها رجعية لأن هذا الوصف لا يليق به فيلغو ، ولو نوى الثلاث في هذه الفصول صحت نيته لتنوع البينونة على ما مر والواقع بها بائن .

التالي السابق


( قوله : ولو قال : أنت طالق تطليقة شديدة أو عريضة أو طويلة فهي واحدة بائنة ; لأن ما لا يمكن تداركه يشتد عليه وهو البائن ، وما يصعب تداركه يقال فيه لهذا الأمر طول وعرض ) فهو [ ص: 54 ] البائن أيضا ( وعن أبي يوسف أنه يقع بها رجعية لأن هذا الوصف لا يليق به فيلغو ) وفي الكافي للحاكم : لو قال : أنت طالق طول كذا وكذا أو عرض كذا وكذا فهي واحدة بائنة ولا يكون ثلاثا ، وإن نواها لأن الطول والعرض يدلان على القوة لكنهما يكونان للشيء الواحد فكأنه قال : طالق واحدة طولها كذا وعرضها كذا فلم تصح نية الثلاث ( قوله : ولو نوى الثلاث في هذه الفصول صحت نيته لتنوع البينونة إلخ ) أراد بالفصول ما ذكره من قوله : طالق بائنا أو ألبتة أو أفحش الطلاق أو أخبثه أو أسوأه وطلاق الشيطان والبدعة وأشده كألف وملء البيت ومثل رأس إبرة ومثل الجبل وطالق تطليقة شديدة أو عريضة أو طويلة لأنها كلها بوائن والبينونة تتنوع إلى خفيفة وغليظة ، وكذا ذكر الصدر الشهيد .

وقال العتابي : الصحيح أنه لا تصح نية الثلاث في طالق تطليقة شديدة أو عريضة أو طويلة لأنه نص على التطليقة ، وأنها تتناول الواحدة ونسبه إلى شمس الأئمة ورجح بأن النية إنما تعمل في المحتمل ، وتطليقة بتاء الوحدة لا تحتمل الثلاث .




الخدمات العلمية