الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4982 (باب منه )

                                                                                                                              وهو في النووي ، في : (الباب المتقدم ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 123 ، 124 ج17 ، المطبعة المصرية



                                                                                                                              [ ص: 658 ] (عن ابن جريج ؛ أخبرني ابن أبي مليكة : أن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ؛ أخبره : أن مروان قال : اذهب ، يا رافع ! -لبوابه- إلى ابن عباس ؛ فقل : لئن كان كل امرئ منا فرح بما أتى ، وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبا : لنعذبن أجمعون . فقال ابن عباس : ما لكم ، ولهذه الآية ؟ إنما أنزلت هذه الآية ، في أهل الكتاب .

                                                                                                                              ثم تلا ابن عباس : وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه هذه الآية .

                                                                                                                              وتلا ابن عباس : لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا وقال ابن عباس : سألهم النبي ، صلى الله عليه وسلم عن شيء ، فكتموه إياه ، وأخبروه بغيره . فخرجوا قد أروه : أن قد أخبروه بما سألهم عنه ، واستحمدوا بذلك إليه . وفرحوا بما أتوا -من كتمانهم إياه : ما سألهم عنه- ) .


                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ؛ أن مروان قال : اذهب ، يا رافع ! - لبوابه - إلى ابن عباس ، فقل : لئن كان كل امرئ منا فرح بما أتى ، وأحب أن يحمد بما لم يفعل ، معذبا : لنعذبن أجمعون . فقال ابن عباس : ما لكم ، ولهذه الآية ؟ إنما أنزلت هذه الآية ، في أهل الكتاب . ثم تلا ابن عباس : « وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ، ولا تكتمونه [ ص: 659 ] هذه الآية . وتلا ابن عباس : « لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ، ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا .

                                                                                                                              وقال ابن عباس : سألهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن شيء ، فكتموه إياه ، وأخبروه بغيره . فخرجوا قد أروه : أن قد أخبروه بما سألهم عنه ، فاستحمدوا بذلك إليه ، وفرحوا بما أتوا - من كتمانهم إياه : ما سألهم عنه - ) .

                                                                                                                              قال في (فتح البيان ): ظاهر هذه الآية - وإن كان مخصوصا بعلماء أهل الكتاب - فلا يبعد أن يدخل فيه : علماء هذه الأمة الإسلامية ، لأنهم أهل كتاب ، وهو القرآن . قال قتادة : «طوبى لعالم ناطق ، ومستمع واع ! » هذا علم علما ، فبذله . وهذا سمع خيرا ، فقبله ورعاه . وعن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : « من سئل علما يعلمه ، فكتمه : ألجم بلجام من نار » أخرجه الترمذي .

                                                                                                                              [ ص: 660 ] ولأبي داود : « من سئل عن علم ، فكتمه : ألجمه الله بلجام من نار ، يوم القيامة » .

                                                                                                                              وفي الباب : أخبار ، وآثار كثيرة .

                                                                                                                              قال : والظاهر شمولها لكل من حصل منه : ما تضمنته هذه الآية ، عملا بعموم اللفظ - وهو المعتبر - لا بخصوص السبب . فمن فرح بما فعل ، وأحب أن يحمده الناس بما لم يفعل : فلا تحسبنه بمفازة من العذاب . انتهى .




                                                                                                                              الخدمات العلمية