الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4980 باب في قوله تعالى : « فما لكم في المنافقين فئتين

                                                                                                                              وذكره النووي ، في : (كتاب صفات المنافقين ، وأحكامهم ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 123 ج 17 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن زيد بن ثابت ؛ أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ؛ خرج إلى أحد ، فرجع ناس ممن كان معه ، فكان أصحاب النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فيهم : فرقتين ؛

                                                                                                                              [ ص: 668 ] قال بعضهم : نقتلهم ، وقال بعضهم : لا .

                                                                                                                              فنزلت : فما لكم في المنافقين فئتين ؟ ) .


                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن زيد بن ثابت ) رضي الله عنه : (أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؛ خرج إلى أحد ، فرجع ناس ممن كان معه ، فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فيهم : فرقتين ؛ قال بعضهم : نقتلهم . وقال بعضهم : لا . فنزلت : « فما لكم في المنافقين فئتين » ) قال أهل العربية : معناه : أي شيء لكم ، في الاختلاف في أمرهم ؟ «وفئتين » معناه : فرقتين . وهو منصوب - عند البصريين - على الحال . قال سيبويه : إذا قلت : «ما لك قائما » ؟ معناه : لم قمت ؟ ونصبته على تقدير : أي شيء يحصل لك في هذا الحال ؟ وقال الفراء : هو منصوب على أنه خبر كان محذوفة . فقولك : «ما لك قائما » ؟ تقديره : لم كنت قائما . انتهى كلام النووي .

                                                                                                                              وفي تفسيرنا (فتح البيان ): الاستفهام للإنكار . والمعنى : أي شيء كائن لكم ، في أمرهم وشأنهم ؟ قال القرطبي : المراد بهم - هنا - عبد الله بن أبي ، وأصحابه : الذين خذلوا رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، يوم أحد ، ورجعوا [ ص: 669 ] بعسكرهم ، بعد أن خرجوا . انتهى . ثم ذكر حديث الباب ، وعزاه إلى : البخاري ومسلم وغيرهما . وزاد في آخره :(فقال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : « إنها طيبة ، وإنها تنفي الخبث ، كما تنفي النار خبث الفضة ) قال : وهذا أصح ما روي في سبب نزول هذه الآية . وقد رويت أسباب غير ذلك ، والله أعلم . انتهى .




                                                                                                                              الخدمات العلمية