الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              677 [ ص: 710 ] باب في قوله تعالى : « ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها

                                                                                                                              وذكره النووي ، في الجزء الثاني ، في : (باب التوسط في القرآن في الصلاة الجهرية ، والإسرار : إذا خاف من الجهر مفسدة ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 164 ج4 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن ابن عباس -في قوله عز وجل : ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها - ؛ قال : نزلت ورسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، متوار بمكة ، فكان إذا صلى بأصحابه : رفع صوته بالقرآن . فإذا سمع ذلك المشركون : سبوا القرآن ، ومن أنزله ، ومن جاء به . فقال : الله تعالى لنبيه ، صلى الله عليه وسلم : ولا تجهر بصلاتك فيسمع المشركون قراءتك . ولا تخافت بها عن أصحابك . أسمعهم القرآن ، ولا تجهر ذلك الجهر ، وابتغ بين ذلك سبيلا يقول : بين الجهر ، والمخافتة ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن ابن عباس ، رضي الله عنهما - في قوله تعالى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها ، وابتغ بين ذلك سبيلا ، قال : نزلت ورسول [ ص: 711 ] الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، متوار بمكة ، فكان إذا صلى بأصحابه : رفع صوته بالقرآن . فإذا سمع ذلك المشركون : سبوا القرآن ، ومن أنزله ، ومن جاء به . فقال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم : «ولا تجهر بصلاتك » ، فيسمع المشركون قراءتك . «ولا تخافت بها » عن أصحابك . أسمعهم القرآن ، ولا تجهر ذلك الجهر ، «وابتغ بين ذلك سبيلا » يقول : بين الجهر ، والمخافتة ) .

                                                                                                                              قال النووي : ذكر مسلم في الباب «حديث ابن عباس » ، وهو ظاهر فيما ترجمنا له . وهو مراد مسلم بإدخال هذا الحديث هنا . وذكر تفسير عائشة : أن الآية نزلت في الدعاء ، واختاره الطبري وغيره ، لكن المختار الأظهر : ما قاله ابن عباس . انتهى .

                                                                                                                              وفي (فتح البيان ) ، عن محمد بن سيرين ، قال : نبئت أن أبا بكر ، كان إذا قرأ : خفض . وكان عمر إذا قرأ : جهر ؛ قيل لأبي بكر : لم تصنع هذا ؟ فقال : أنا أناجي ربي ، وقد عرف حاجتي . وقيل لعمر : لم تصنع هذا ؟ قال : أطرد الشيطان ، وأوقظ الوسنان . فلما نزل - يعني هذه الآية - قيل لأبي بكر : ارفع شيئا . وقيل لعمر : اخفض شيئا .

                                                                                                                              قال : وعلى التفسير الثاني ، معنى ذلك : النهي عن الجهر بقراءة الصلوات كلها ، والنهي عن المخافتة بقراءة الصلوات كلها . والأمر : [ ص: 712 ] بجعل بعض منها مجهورا به ، وهو صلاة الليل . والمخافتة بصلاة النهار .

                                                                                                                              وذهب قوم إلى أن هذه الآية : منسوخة بقوله : ادعوا ربكم تضرعا وخفية . انتهى .




                                                                                                                              الخدمات العلمية