الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5009 باب في قوله تعالى : ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر

                                                                                                                              وهو في النووي ، في : (باب صفة القيامة ، والجنة والنار ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 143 ج 17 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن شعبة ، عن قتادة ، عن عزرة ، عن الحسن العرني ، عن يحيى بن الجزار ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي بن كعب -في قوله عز وجل : ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر - ؛ قال : مصائب الدنيا ، والروم ، والبطشة أو الدخان . «شعبة » : الشاك في البطشة ، أو الدخان ) .

                                                                                                                              [ ص: 775 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 775 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي بن كعب ، رضي الله عنه ؛ - في قوله تعالى : ولنذيقنهم من العذاب الأدنى ) وهو عذاب الدنيا . وقيل : الحدود . وقيل : القتل بالسيف يوم بدر . وقيل : سنين الجوع بمكة «سبع سنين » ، حتى أكلوا فيها الجيف والعظام ، وقيل : عذاب القبر .

                                                                                                                              قال الشوكاني : ولا مانع من الحمل على الجميع .

                                                                                                                              والذوق : حسي ومعنوي .

                                                                                                                              (دون العذاب الأكبر ) ، وهو عذاب الآخرة ، «لعلهم يرجعون » مما هم فيه : (من الشرك والمعاصي ) - بسبب ما ينزل بهم من العذاب - إلى الإيمان والطاعة ، ويتوبون عما كانوا فيه .

                                                                                                                              وفي هذا التعليل : دليل على ضعف قول من قال : إن العذاب الأدنى ، هو عذاب القبر .

                                                                                                                              (قال : مصائب الدنيا ، والروم ، والبطشة أو الدخان .

                                                                                                                              «شعبة » : الشاك في البطشة أو الدخان ) .

                                                                                                                              قال ابن مسعود : العذاب الأدنى : «يوم بدر » ، والأكبر : «يوم القيامة » . لعل من بقي منهم أن يتوب فيرجع .

                                                                                                                              وقيل غير ذلك : مما تقدم ، ومما لم يتقدم .




                                                                                                                              الخدمات العلمية