الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5341 [ ص: 776 ] سورة الأحزاب : باب في قوله تعالى : إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم

                                                                                                                              وهو في النووي ، في : (كتاب التفسير ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 157 ج 18 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن عائشة -في قوله عز وجل : إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر - ؛ قالت : كان ذلك يوم الخندق ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عائشة ) رضي الله عنها ؛ (- في قوله تعالى : إذ جاءوكم من فوقكم ) أي : من أعلى الوادي ، وهو من جهة المشرق .

                                                                                                                              (ومن أسفل منكم ، وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر - قالت : كان ذلك يوم الخندق ) .

                                                                                                                              قال في (فتح البيان ) : الذين جاءوا من هذه الجهة - جهة الفوق - هم غطفان ، وسيدهم : «عيينة بن حصن » . وهوازن ، وسيدهم : «عوف بن مالك » . وأهل نجد ، وسيدهم : «طليحة بن خويلد الأسدي » . وانضم إليهم : «بنو النضير » .

                                                                                                                              [ ص: 777 ] والذين جاءوا من جهة المغرب - من ناحية مكة هم قريش ومن معهم : من الأحابيش ، وسيدهم : «أبو سفيان بن حرب » .

                                                                                                                              وجاء أبو الأعور السلمي ، ومعه «حيي بن أخطب » اليهودي ، في يهود «بني قريظة » من وجه الخندق ومعهم : «عامر بن الطفيل » .

                                                                                                                              ومعنى «زاغت » : مالت وعدلت عن كل شيء ، فلم تنظر إلا إلى عدوها (مقبلا من كل جانب ) .

                                                                                                                              وقيل : شخصت : دهشا من فرط الهول والحيرة .

                                                                                                                              «وحناجر » : جمع «حنجرة » ، وهي جوف الحلقوم .

                                                                                                                              وقيل : رأس الغلصمة «والغلصمة » : هي رأس الحلقوم .

                                                                                                                              وقيل : هي منتهى الحلقوم .

                                                                                                                              «والحلقوم » : مجرى الطعام والشراب . وقيل : مجرى النفس .

                                                                                                                              «والمري » : مجرى الطعام والشراب . وهو تحت الحلقوم .

                                                                                                                              والمعنى : ارتفعت القلوب عن مكانها ، ووصلت من الفزع والخوف : إلى الحناجر . فلولا أنه ضاق الحلقوم عنها (وهو الذي نهايته الحنجرة ) ، لخرجت . كذا قال قتادة .




                                                                                                                              الخدمات العلمية