الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( و ) الأصح ( أن ) ( تذكر صنعة نسيها ) عند الغاصب ( يجبر النسيان ) سواء أتذكرها عند الغاصب وهو ظاهر أم عند المالك كما بحثه في المطلب ، وشمله كلام المصنف لأنه عين الأول فصار كنسيانها ، بخلاف السمن فإنه زيادة في الجسم محسوسة مغايرة لتلك الأجزاء الذاهبة ، والثاني لا يجبر كالسمن ورد بما مر ، ولو تعلم الصنعة عند الغاصب بعد نسيانها فكالتذكر كما قاله الرافعي ، أو عند المالك فلا كما قاله الإسنوي إنه المتجه ، وعود الحسن كعود السمن لا كتذكر الصنعة قاله الإمام ، وكذا صوغ حلي انكسر ، ولو تعلمت الجارية المغصوبة الغناء فزادت قيمتها به ثم نسيته لم يضمنه حيث كان محرما كما علم مما مر ، ومرض القن والمغصوب أو تمعط شعره أو سقوط سنه ينجبر بعوده كما كان ، ولو عاد بعد الرد للمالك بخلاف سقوط صوف الشاة أو ورق الشجرة لا ينجبر بعوده كما كان لأنه متقوم ينقص به ، وصحة الرقيق وشعره وسنه غير متقومة ( وتعلم صنعة لا يجبر نسيان ) صنعة ( أخرى قطعا ) ولو أرفع من الأولى للتغاير مع اختلاف الأغراض باختلاف الصنائع .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله كنسيانها ) صوابه كعدم نسيانها ( قوله أو عند المالك ) أي ولو لم يغرم في تعلمه شيئا كأن علمه بنفسه أو بمتبرع ، لأنه وإن كان كذلك منسوب للمالك وقد تحقق نقصه حين رجوعه ليده ( قوله : ينجبر بعوده ) أي ولو مثغورا كما هو ظاهر هذه العبارة ، وهو [ ص: 181 ] ظاهر لأنه لا يعد ناقصا بعد العود عن حاله قبل الغصب



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            ( وقوله : وصحة الرقيق وشعره وسنه غير متقومة ) بمعنى أنها إذا انفصلت لا تقابل بشيء فلا يشكل [ ص: 181 ] بالسمن ، إذ هو لو انفصل قوبل بالقيمة إذ هو شحم فتأمل




                                                                                                                            الخدمات العلمية