الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            أما قوله : ( فما استيسر من الهدي ) ففيه مسائل :

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الأولى : قال القفال رحمه الله : في الآية إضمار ، والتقدير : فحللتم فما استيسر ، وهو كقوله : ( فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ) [ البقرة : 148 ] أي فأفطر فعدة ، وفيها إضمار آخر ، وذلك لأن قوله : ( فما استيسر من الهدي ) كلام غير تام لا بد فيه من إضمار ، ثم فيه احتمالان :

                                                                                                                                                                                                                                            أحدهما : أن يقال : محل " ما " رفع ، والتقدير : فواجب عليكم ما استيسر .

                                                                                                                                                                                                                                            والثاني : قال الفراء : لو نصبت على معنى : اهدوا ما تيسر كان صوابا ، وأكثر ما جاء في القرآن من أشباهه مرفوع .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثانية : " استيسر " بمعنى تيسر ، ومثله : استعظم ، أي : تعظم ، واستكبر : أي تكبر ، واستصعب : أي تصعب .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثالثة : الهدي : جمع هدية ، كما تقول : تمر وتمرة ، قال أحمد بن يحيى : أهل الحجاز يخففون " الهدي " وتميم تثقله ، فيقولون : هدية ، وهدي ، ومطية ، ومطي ، قال الشاعر :

                                                                                                                                                                                                                                            حلفت برب مكة والمصلى وأعناق الهدي مقلدات



                                                                                                                                                                                                                                            ومعنى " الهدي " : ما يهدى إلى بيت الله عز وجل تقربا إليه ، بمنزلة الهدية يهديها الإنسان إلى غيره تقربا إليه ، ثم قال علي وابن عباس والحسن وقتادة : الهدي أعلاه بدنة ، وأوسطه بقرة ، وأخسه شاة ، فعليه ما تيسر من هذه الأجناس .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية