الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (7) قوله : البرية : قرأ نافع وابن ذكوان "البريئة" بالهمز في الحرفين، والباقون بياء مشددة. واختلف في ذلك الهمز، فقيل: هو الأصل، من برأ الله الخلق ابتدأه واخترعه فهي فعيلة بمعنى [ ص: 71 ] مفعولة، وإنما خففت، والتزم تخفيفها عند عامة العرب. وقد ذكرت أن العرب التزمت غالبا تخفيف ألفاظ منها: النبي والخابية والذرية والبرية. وقيل: بل البرية دون همزة مشتقة من البرا، وهو التراب، فهي أصل بنفسها، فالقراءتان مختلفتا الأصل متفقتا المعنى. إلا أن ابن عطية غض من هذا فقال: "وهذا الاشتقاق يجعل الهمزة خطأ وهو اشتقاق غير مرضي" انتهى. يعني أنه إذا قيل بأنها مشتقة من البرا- وهو التراب- فمن أين يجيء في القراءة الأخرى؟ وهذا غير لازم لأنهما قراءتان مستقلتان، لكل منهما أصل مستقل، فقيل: من برأ، أي: خلق، وهذه من البرا; لأنهم خلقوا منه، والمعنى بالقراءتين شيء واحد، وهو جميع الخلق. ولا يلتفت إلى من ضعف الهمز من النحاة والقراء لثبوته متواترا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ العامة "خير البرية" مقابلا لـ"شر". وعامر بن عبد الواحد "خيار" وهو جمع خير نحو: جياد وطياب في جمع جيد وطيب، قاله الزمخشري .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية