الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                572 573 574 575 576 577 ص: وقد دل على ذلك أيضا: ما: حدثنا فهد ، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا الحسن بن صالح، قال: سمعت سلمة بن كهيل ، عن سعيد بن جبير قال: " كان ابن عباس وابن عمر يقرآن القرآن، وهما على غير وضوء". .

                                                حدثنا سليمان بن شعيب ، قال: حدثنا عبد الرحمن بن زياد ، قال: نا شعبة ، عن سلمة بن كهيل ..... فذكر بإسناده مثله.

                                                حدثنا محمد بن الحجاج، قال: ثنا خالد بن عبد الرحمن ، عن حماد بن سلمة .

                                                وحدثنا ابن خزيمة ، قال: ثنا حجاج، قال: ثنا حماد ، عن حميد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس .. مثله.

                                                حدثنا إبراهيم بن محمد الصيرفي ، قال: ثنا مسلم بن إبراهيم ، قال: نا همام ، قال: نا قتادة ، عن عبد الله بن بريدة ، عن ابن عباس: "أنه كان يقرأ حزبه وهو محدث".

                                                [ ص: 230 ] حدثنا ابن خزيمة ، قال: ثنا حجاج ، قال: ثنا حماد ، قال: أخبرني الأزرق بن قيس ، عن رجل يقال له: أبان ، قال: "قلت لابن عمر: إذا هرقت الماء، أأذكر الله؟ قال: أي شيء إذا هرقت الماء؟ قال: إذا بلت. قال: نعم، أذكر الله".

                                                فهذا ابن عباس: وابن عمر قد رويا عن النبي - عليه السلام - أنه لم يرد السلام في حال الحدث حتى تيمم، وقد ذكرنا عنهما ذلك فيما تقدم هنا في هذا الكتاب، وهنا فقد قرءا القرآن في حال الحدث، فلا يجوز ذلك عندنا، إلا وقد ثبت النسخ أيضا عندهما.

                                                التالي السابق


                                                ش: أي وقد دل على النسخ الذي ذكرناه ما روي عن ابن عباس وابن عمر - رضي الله عنهم -، بيانه: أنهما قد رويا فيما مضى أن النبي - عليه السلام - لم يرد السلام في حال الحدث حتى تيمم، فدل هذا على أن ذكر الله من غير طهر لا ينبغي أن يفعل، ثم إنه قد روي عنهما أنهما قرءا القرآن وهما محدثان فلا يجوز ذلك عنهما إلا بعد ثبوت النسخ عندهما؛ تحسينا بالظن في حقهما، وقد تقرر أن الصحابي إذا فعل أو أفتى بخلاف ما روى؛ دل ذلك على ثبوت النسخ عنده؛ لأنهم محفوظون عن المخالفة، ثم إنه أخرج ما روي عن ابن عباس [1\ق147-ب] وابن عمر معا من طريقين صحيحين:

                                                الأول: عن فهد بن سليمان ، عن أبي نعيم هو الفضل بن دكين ، عن الحسن بن صالح بن حي الكوفي العابد .

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" : نا وكيع، قال: نا سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن سعيد بن جبير: "أن ابن عباس وابن عمر - رضي الله عنهم -[كانا] يقرءان القرآن بعد ما يخرجان من الحدث قبل أن يتوضئا".

                                                الثاني: عن سليمان بن شعيب الكيساني ، عن عبد الرحمن بن زياد الرصاصي الثقفي ، عن شعبة.. إلى آخره.

                                                [ ص: 231 ] وأخرجه ابن أبي شيبة أيضا : قال: نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن سلمة ابن كهيل ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس وابن عمر "كانا يقرءان أحزابهما من القرآن بعد ما يخرجان من الخلاء قبل أن يتوضئا".

                                                وأخرج ما روي عن ابن عباس وحده من ثلاث طرق صحاح:

                                                الأول: عن محمد بن الحجاج الحضرمي ، عن خالد بن عبد الرحمن الخراساني .

                                                الثاني: عن محمد بن خزيمة ، عن حجاج بن المنهال ، عن حماد بن سلمة ، عن حميد الطويل .

                                                الثالث: عن إبراهيم بن محمد الصيرفي البصري، وثقه ابن حبان ، عن مسلم بن إبراهيم القصاب شيخ البخاري وغيره، عن همام بن يحيى ... إلى آخره.

                                                قوله: "حزبه" الحزب: ما يجعله الرجل على نفسه من قراءة أو صلاة كالورد، والحزب: النوبة في ورود الماء.

                                                وأخرج ما روي عن ابن عمر وحده، عن محمد بن خزيمة ، عن حجاج بن منهال ، عن حماد بن سلمة ، عن الأزرق بن قيس، روى له البخاري وأبو داود والنسائي ، عن أبان شيخ بصري تابعي ذكره ابن حبان في التابعين الثقات.

                                                قوله: "هرقت" أصله أرقت، والهاء تبدل من الهمزة.

                                                قوله: "أأذكر" بهمزتين أولاهما استفهامية.




                                                الخدمات العلمية