الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                582 583 584 ص: وقد روي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في منع الجنب أيضا من قراءة القرآن ما يوافق ما قلنا.

                                                حدثنا إبراهيم بن محمد الصيرفي ، قال: نا عبد الله بن رجاء، قال: نا زائدة ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن عبيدة ، قال: " كان عمر - رضي الله عنه - يكره أن يقرأ القرآن وهو جنب". .

                                                حدثنا فهد ، قال: نا عمر بن حفص ، قال: نا أبي ، قال: ثنا [1\ق148-ب] الأعمش ..... فذكر بإسناده مثله.

                                                [ ص: 236 ] فهذا عندنا أولى من قول ابن عباس؛ لما قد وافقه مما رويناه عن رسول الله - عليه السلام - في حديث علي بن أبي طالب 5 وابن عمر 5 وأبي موسى ، مالك بن عبادة، وهو قول أبي حنيفة ، وأبي يوسف ، ومحمد بن الحسن -رحمهم الله-.

                                                التالي السابق


                                                ش: "روي" مستند إلى قوله: "ما يوافق"، وقوله: "ما قلنا" مفعول قوله يوافق.

                                                وإسناد أثر عمر صحيح من الطريقين على شرط الشيخين، وزائدة هو ابن قدامة ، والأعمش هو سليمان ، وشقيق -بن سلمة ، وعبيدة -بفتح العين، وكسر الباء-: ابن عمرو السلماني بسكون اللام .

                                                وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" : عن الثوري ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عبيدة السلماني قال: "كان عمر بن الخطاب يكره أن يقرأ القرآن وهو جنب".

                                                وأخرج ابن أبي شيبة في "مصنفه" : عن حفص وأبي معاوية ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن عبيدة ، عن عمر - رضي الله عنه - قال: "لا يقرأ الجنب القرآن".

                                                وأخرج الدارمي في "سننه" : أنا أبو الوليد، نا شعبة، أنا الحكم ، عن إبراهيم قال: "كان عمر - رضي الله عنه - يكره أو ينهى أن يقرأ الجنب"، قال شعبة: وجدت في الكتاب: "والحائض".

                                                قوله: "وأبي موسى" هو كنية مالك بن عبادة الغافقي، ولهذا قال: "مالك بن عبادة" بعده بطريق عطف البيان.




                                                الخدمات العلمية