الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور .

[30] ذلك أي : المذكور من أعمال الحج ومن يعظم حرمات [ ص: 424 ] الله هي ما لا يحل انتهاكه ، وتعظيمها : ترك ملابستها .

فهو أي : التعظيم خير له عند ربه في الدار الآخرة .

وأحلت لكم الأنعام أكلا بعد الذبح إلا ما يتلى عليكم تحريمه ؛ أي : في سورة المائدة ، وهو قوله تعالى : حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام [الآية : 3] استثناء منقطع ؛ لأن المحرم ليس من جنس الأنعام .

فاجتنبوا الرجس القذر من الأوثان بيان للرجس ؛ لأن الرجس : الأوثان وغيرها ؛ أي : اجتنبوا الرجس من هذا القبيل .

واجتنبوا قول الزور الكذب والبهتان .

روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام خطيبا فقال : "يا أيها الناس! عدلت شهادة الزور بالشرك بالله ، ثم قرأ هذه الآية" .

واختلف الأئمة في عقوبة شاهد الزور ، فقال أبو حنيفة : لا يعزر ، بل يوقف في قومه ، ويقال لهم : إنه شاهد زور ، وقال الثلاثة : يعزر ، ويوقف في قومه ، ويعرفون أنه شاهد زور ، وقال مالك : يشهر في الجوامع [ ص: 425 ] والأسواق والمجامع ، وقال أحمد : يطاف به في المواضع التي يشتهر فيها ، فيقال : إنا وجدنا هذا شاهد زور ، فاجتنبوه .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية