الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال .

[36] في بيوت متعلق بما قبله ؛ أي : (كمشكاة ) في بيوت .

أذن الله أن ترفع أي : تعظم . [ ص: 541 ]

قال ابن عباس : "المساجد بيوت الله في الأرض ، تضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض" .

وقيل : هي أربعة بناها الأنبياء : الكعبة بناها إبراهيم وإسماعيل ، والأقصى بناه داود وسليمان ، [بل بناه يعقوب -عليه السلام- كما ورد في الحديث ، فلا تغفل عنه] ، ومسجد المدينة ، ومسجد قباء بناهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

ويذكر فيها اسمه يتلى فيها كتابه يسبح له فيها بالغدو والآصال قرأ ابن عامر ، وأبو بكر عن عاصم : (يسبح ) بفتح الباء مجهولا القائم مقام الفاعل له ، فيحسن الوقف على (والآصال ) ؛ لأنك تضمر فعلا ؛ كأنه لما قيل (يسبح له ) ، قيل : من يسبحه ؟ قيل : يسبحه رجال ، ولا يجوز الوقف عليه ، وقرأ الباقون بكسر الباء ، جعلوا التسبيح فعلا للرجال (يسبح ) ؛ أي : يصلي له فيها بالغداة والعشي ، والمراد : الصلوات المفروضات ، فالتي تؤدى بالغداة : صلاة الفجر ، والتي تؤدى بالآصال : صلاة الظهر والعصر والعشاءين ؛ لأن اسم الأصيل يجمعها .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية