الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[7] الحضور الإسلامي في الغرب

من الملاحظ أن الحضور الإسلامي في المؤسسات العلمية في الغرب ضعيف جدا إن لم يكن معدوما، وليست هـناك أهمية إسلامية كبيرة للكثيرين من أبناء العالم الإسلامي، الذين يساعدون في التدريس في تلك المؤسسات؛ [ ص: 150 ] نظرا لأنهم لا يستطيعون -إلا فيما ندر- أن يصرحوا بوجهات نظر تتعارض مع وجهات النظر الاستشراقية حول الإسلام، والغالبية منهم يجارون التيار السائد وإن لم يفعلوا فقدوا عملهم، فهم مكبلون بقيود الوظيفة هـناك. وعلى الرغم من كثرة عددهم مثلا في جامعات الولايات المتحدة الأمريكية فإنه ليس لهم نفوذ تذكر (فإن القوة ضمن النظام (في الجامعات والمؤسسات وما إليها) هـي حصرا تقريبا في أيدي غير الشرقيين، رغم أن نسبة الشرقيين إلى غير الشرقيين بين الأساتذة المقيمين لا تعطي الأفضلية لغير الشرقيين إلى هـذه الدرجة الجارفة) [1] .

ولسنا هـنا نريد أن نقلل من شأنهم أو نغض من أقدارهم، ولكننا نعبر فقط عن الموقف الصعب والوضع الحرج الذي يتحركون في حدوده.

ومن أجل ذلك نقترح سبيلا آخر لتقوية الحضور الإسلامي في المؤسسات الأكاديمية في الغرب؛ وذلك بمحاولة اقتحام مجالات تدريس العلوم العربية والإسلامية في الغرب عن طريق الاتفاقيات الثقافية التي تعقد بين بلدان العالم الإسلامي ودول أوروبا وأمريكا، وذلك بإرسال أساتذة أكفاء من الأقطار الإسلامية إلى معاقل الاستشراق للتدريس فيها.

وبذلك يمكن بالتدريج تصحيح التصورات الغربية عن الإسلام بالعمل العلمي الدءوب، وليس عن طريق الشعارات الجوفاء. وأعتقد أن هـناك الآن بعض الجامعات في أوروبا وأمريكا لديها الاستعداد للاستجابة لذلك [2] . [ ص: 151 ]

ومن ناحية أخرى يمكن إنشاء معاهد أو مراكز بحوث إسلامية في أوروبا وأمريكا على غرار المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت، على أن يكون لهذه المراكز منشورات علمية مثل معهد بيروت المشار إليه.

وتستطيع هـذه المعاهد أن تزود الجهات العلمية في الغرب بالمعلومات الصحيحة، وتسهم بما تنشره من بحوث علمية رصينة بلغات تلك البلاد، وما تقيمه من ندوات ولقاءات ومحاضرات -تسهم في تصحيح التصورات الخاطئة- عن الإسلام في أوروبا وأمريكا والتخفيف من غلواء العداوة للإسلام في الغرب بصفة عامة.

التالي السابق


الخدمات العلمية