الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[9] دار نشر إسلامية عالمية

لقد أصبحت الحاجة ملحة إلى إنشاء دار نشر إسلامية عالمية تقوم بنشر المطبوعات الإسلامية بكافة اللغات، حتى لا تظل المطبوعات الإسلامية باللغات الأجنبية تحت رحمة الناشر في الغرب. وأقرب الأمثلة على ذلك أن المفكر الفرنسي المسلم ( جارودي ) يجد الآن صعوبة في نشر كتاب يفضح فيه ادعاءات الصهيونية بعنوان: (ملف إسرائيل بين أحلام وأكاذيب الصهيونية) .

والمعروف أن دور النشر في فرنسا كانت تتلقف كل ما يكتبه جارودي لتنشره على نطاق واسع في أوروبا وأمريكا. ولكن إسلامه وتعاطفه مع قضية العرب والمسلمين قد غير الوضع.

ويمكن أن تقوم هـذه الدار المقترحة أيضا بإصدار صحف ومجلات إسلامية بلغات مختلفة، وتكون هـذه الصحف والمجلات وسيلة للربط بين المسلمين في كل مكان، تعمل على تجميعهم وتوحيد صفوفهم وتعريفهم بقضايا الإسلام، وإعلامية بأخبار بعضهم بعضا من مصادر صحية.

وحبذا لو استطاع المسلمون إنشاء وكالة أنباء إسلامية عالمية، تستطيع أن تثبت وجودها بصورة مشرفة، وتكون هـي المصدر الذي يستقي منه الغرب معلوماته عن العالم الإسلامي، وليس العكس، فنحن نستقي حاليا معلوماتنا عن العالم الإسلامي من وكالات الأنباء الغربية، التي لا تتحرى الموضوعية في غالب الأحيان في عرضها لأخبار العالم الإسلامي. فوسائل الإعلام الغربية بصفة عامة تتخذ موقفا سلبيا إزاء الإسلام، وتساعد على تشويه صورته؛ انطلاقا من النظرة الغربية العامة للإسلام، والتي تتركز أساسا على المواقف الاستشراقية التي ترسخت في الأذهان على مدى قرون عديدة [1] . [ ص: 153 ]

وبعـد

فقد كانت تلك بعض المقترحات التي يمكن أن يكون لها أثرها في مواجهة الاتجاهات السلبية المعادية للإسلام في الحركة الاستشراقية. ولعل غيري يستطيع أن يضيف إليها وسائل أخرى فعالة. فلست أدعي أنني أحطت بكل الجوانب ووضعت الحلول لسد كل الثغرات. فما قلته ليس هـو نهاية المطاف وإنما هـو جهد المقل الذي يعرف حدوده. والمهم في هـذا الصدد هـو توفر إرادة التنفيذ لدى الجهات الإسلامية المعنية، وتوفر الرغبة في العمل لدى علماء المسلمين. وقبل هـذا كله لا بد من توفر الإدراك الواعي للمشكلة وما لها من أبعاد مختلفة. فمثل هـذا الإدراك هـو البداية الصحيحة نحو الاتجاه السليم لمواجهة مشكلاتنا الإسلامية الراهنة.

وإذا استطاع هـذا الكتاب أن يثير انتباه القارئ الكريم إلى التأمل والتفكير في أبعاد الحركة الاستشراقية وأهدافها ومراميها بغية الوصول إلى اتخاذ المواقف الصحيحة، فسيكون بذلك قد نجح في تحقيق الهدف من تأليفه. والله من وراء القصد، وهو حسبنا ونعم الوكيل. [ ص: 154 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية