الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[1] التدريس الجامعي

يكاد يكون هـناك في كل جامعة أوروبية أو أمريكية معهد خاص للدراسات الإسلامية والعربية، بل يوجد في بعض الجامعات أكثر من معهد للاستشراق؛ مثل جامعة ميونخ حيث يوجد بها معهد للغات السامية والدراسات الإسلامية ومعهد لتاريخ وحضارة الشرق الأدنى. ويرأس كل معهد أستاذ، ويساعده بعض المحاضرين والمساعدين. وتقوم هـذه المعاهد بمهمة التدريس الجامعي وتعليم العربية، وتخريج الدارسين في أقسام الماجستير والدكتوراة ممن سيواصلون أعمالهم في المجال الاستشراقي الأكاديمي أو غيره [ ص: 59 ] من المجالات أخرى في السلك الدبلوماسي، أو الالتحاق بأعمال في الأقسام الشرقية بدور الكتب، أو في مراكز البحوث المهتمة بالشرق، أو غير ذلك من أعمال في جهات لها صلة بالشرق.

ومن هـنا تأتي أهمية ما يحمله المستشرقون من أيديولوجية بالنسبة لما يخلفونه من آثار في الدارسين على أيديهم، وما ينطبع منهم على غيرهم [1] .

ولكل معهد مكتبة عامرة بالكتب والمراجع العربية والإسلامية التي تخدم الدراسات والبحوث العلمية للدارسين.

وتفتح هـذه المعاهد أبوابها للدارسين من كل مكان، ومنها يتخرج أيضا بين الحين والحين أعداد لا بأس بها من العرب المسلمين، الذين يعودون إلى بلادهم لتولي مهمة التدريس في جامعات بلادهم.

ويتفانى المستشرقون في أعمالهم ويخدمون أهدافهم بإخلاص تام وتفان إلى أقصى حد وبكل الوسائل. ولديهم صبر عجيب ونادر في البحث والدرس، وإحاطة تامة بالعديد من اللغات القديمة والحديثة. وقد أشار الشيخ مصطفى عبد الرازق إلى: (الإعجاب بصبرهم ونشاطهم وسعة اطلاعهم وحسن طريقتهم) [2] . ولهم معرفة جيدة بأهم ما ينشر عن الدراسات العربية والإسلامية في بلادنا، ومكتباتهم الخاصة والعامة عامرة بشتى المراجع العربية والإسلامية قديمها وحديثها. وهناك حقيقة يعرفها كل من خالط المستشرقين وهي أن المستشرق المتمكن لا تأخذه العزة بالإثم إذا نبهته إلى خطأ وقع فيه نتيجة لعدم فهمه لروح اللغة العربية. [ ص: 60 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية