الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            6- من أسباب هجرة الكفاءات العلمية العربية:

            ظاهرة هجرة العقول العربية إلى الغرب، وارتضائها الاستقرار فيه، تعبر عن أزمة في حياة بلدان المنشأ، في جوانبها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية والثقافية، وتسهم في نبذ العقول. ومن أهم أسباب الهجرة حاجـة العلماء والباحثين والمثقفـين إلى حرية البحث العلمي، ولا يلبي هذه الحاجة إلا بلدان المهجر التي تنفـق مبالغ كبيرة للبحث العلمي، وتوفر البيئة العلـمية المناسبة والأجهزة والأدوات والمختبرات والمراجع اللازمة لتطوير الأبحاث وإخراج المشاريع العلمية إلى حيز الوجود للإفادة منها واستثمارها. [ ص: 154 ]

            من الأسباب أيضا اختلال توازن العلاقة بين أنظمة التعليم ومشاريع التنمية الاقتصادية

            [1] ؛ فكثيرا ما تجد في بعض برامج التعليم هوة بين مقررات التعليم النظرية، ومطالب عالم الاقتصاد والمال والأعمال، على الرغم من أن بعض البلدان العربية ترفع شعار إدماج الجامعة في المحيط الاقتصادي والاجتماعي.

            ومن أسباب الهجرة أيضـا ضعـف مستوى الدخل المالي وانخفاض رواتب ذوي الكفـاءات العلمية في البلـدان العربيـة. وقد سبب هذا النقص في تـدفق كثير منهم إلى الغـرب لالتمـاس مستـوى أفضـل في المعيـشة وأجـور أعلى.

            ومن الأسباب أيضا عدم إسناد العمل المناسب للمتخرج المتخصص؛ فيترتـب على ذلك أن كثـيرا من ذوي الكـفاءات يستعمـلون في غير ما تخصصوا فيه ودرسوا لأجله، وتنقطـع بذلك فرص تطوير مجالات التخصص وتتوارى.

            ومن الأسباب أيضا الحجر على حرية الفكر وهيمنة سياسة التحكم في شؤون البلاد بقبضة من حديد، تتفاوت بحسب سياسات الدول العربية، [ ص: 155 ] وهذا الوضع السياسي الخانق يضطر العلماء العرب والمثقفين إلى التماس أجواء الحرية واحترام الرأي وحقوق الإنسان وإتاحة الفرص ورفع القيود عن الأفكار والبحوث العلمية.

            من الأسباب أيضا انصراف كثير من الدول العـربية لاسـتيراد التقنية الغربية الجاهزة وتبديد الأموال الوطنية في ذلك، بدلا من تشجيع البحث العلمي وبنـاء أسـاس تقـني عربي يعتمد عليه لسـد حاجات الأمة في هذا الميدان.

            ويقابل هذا الوضع المزري في بلدان المنشأ تقدم علمي في بلدان المهجر واستقرار سياسي وحرية رأي، وتشجيع على البحث العلمي وفتح لفرص الابتكار والتطوير للأبحاث والمشاريع.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية